انتقال العذراء الى السماء:
قالت مريم في نشيد تعظم نفسي الرب الذي رددته يوم زيارتها لنسيبتها اليشباع أن الرب ((رفع المتواضعين)) ولقد تحقق هذا القول في شخصها، اذ استحقت من الأب السماوي نعمة وامتيازا ً لم يمنح لغيرها من البشر مكافأة لتواضعها العميق، وحياة الألم التي عاشتها، وهذا الأمتياز هو انتقالها بالنفس والجسد الى السماء.
انها مكافأة خاصة بمريم، اذ لم يكن معقولا ً ولا مقبولا ً أن يخضع للموت ذاك الجسد الطاهر الذي منه ولد الكلمة الألهية.
كيف تضم الارض هذا الجسد النقي أو كيف يمكن للعناصر ان تحلله وتلاشيه؟
ان انتقال مريم الى السماء بالنفس والجسد عقيدة ايمانية لها جذورها في التقليد الديني المتواتر عبر التأريخ في الشرق والغرب.
ان للجسد في التفكير المسيحي حرمة وكرامة وقداسة لأنه هيكل الروح القدس منذ أن يحل فيه بالعماذ أولا ً ويتغذى بالقربان المقدس من ثم.
فهو مزمع أن يقوم بالمجد في العالم العتيد.
فلنجعل من أجسادنا آنية طاهرة مكرسة لله لنستحق المجد السماوي قرب مريم العذراء.
آمين
خبر:
في الحادي عشر من شهر شباط سنة 1858 خرجت فتاة قروية تدعى برناديت مع اختها وجارتها الى الحقل لجمع الحطب.
وعند وصولهن الى ضفاف نهر ((الكاف)) في منطقة ((لورد)) رأين كميات كبيرة من الحطب في الضفة الثانية.
وبينما كانت برناديت تهم بالعبور سمعت فجأة صوت ريح شديدة فنظرت الى الأمام فشاهدت في شق بين الصخور امرأة واقفة متشحة بالبياض يحيط بوسطها زنار ازرق ويخفق من حولها جمال سماوي واشعة باهرة.
فما كان من الفتاة الاّ أن اخرجت سبحتها ورفعت يدها الى جبينها لترسم اشارة الصليب.
وبينما شرعت بتلاوة المسبحة اختفى المنظر فجأة.
وتكررت الظهورات وانتشر خبرها فتهاتفت الناس الى المكان بين مصدق ومكذب، بين مؤمن وفضولي.
في احدى المرات قالت السيدة للفتاة: صلي لأرتداد الخطاة.
ثم طلبت منها ان تُشيَد في ذلك الموضع كنيسة على اسمها.
وانبثق قرب المكان ينبوع ماء زلال بشارة منها.
ولما استفسرت الفتاة من السيدة بسذاجة من تكون، أجابت بلطف:
((انا التي حبل بها بلا دنس)) وغابت في الحال.
ومنذ ذلك الحين اصبحت ((لورد)) قبلة الأنظار ومركزا ً للأيمان والتقوى، ومزارا ً عالميا ً لأكرام مريم.
والماء الذي نبع بأعجوبة عند قدميها لايزال يجرى الى اليوم ويصنع عجائب الشفاء لكثيرين.
اكرام:
اقصد ان تصلي يوميا ً صلاة خاصة بمريم والتزم بقصدك.
نافذة:
يا باب السماء ادعي لنا.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.
الشماس سمير كاكوز
28 مايو,2016 at 7:42 م
الرب يبارك اعمالكم