دعوة المسيحي الى القداسة:
دعا المعلم الالهي تلاميذه الى قداسة السيرة التي رسمها هو بذاته في حياته كلها.
وتممها عندما افاض على الجميع الروح القدس الذي يدفع المؤمنين الى حب الله والقريب، اي الى الكمال.
كما قال ايضاً: ((كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل)).
وقد اضاف مار بولص محرضاً المؤمنين ان يعيشوا ((كما يليق بالقديسين)).
فجميع المؤمنين باية حالة او درجة كانوا هم مدعوون الى كمال السيرة المسيحية والى كمال المحبة.
مستفيدين من النعم التي نالوها على قدر ماشاء المسيح ان يوزعها عليهم حتى اذا ما اقتفوا اثره، وصاروا مشابهين لصورته، واطاعوا في كل امر مشيئة الآب، يتكرسون من كل قلوبهم لمجد الله وخدمة القريب وعلى هذا المنوال تأتي قداسة شعب الله بثمارها الوافرة، وهذا ما يظهر باجلى بيان في سيرة الكثيرين من القديسين في تاريخ الكنيسة.
فهؤلاء كانوا بشراً مثلنا، تجاوبوا مع النعم التي افاضها عليهم روح القدس واجتهدوا في السير بطريق الكمال، فمنهم من توحد في صومعته، ومنهم من مارس خدمة الكنيسة او التعليم او التأليف او الوعظ والارشاد او تربية الشبيبة او نشر اسم المسيح، وكل واحد في اي طريق سار حاول ان يكمل المسيرة بروح المسيح فوصل الى القداسة.
ان مريم العذراء التي حياها الملاك قائلاً: ((المملوءة نعمة)) هي مثالنا الاعلى في طريق القداسة، فلنسر على خطاها ملبين دعوة المسيح للكمال الروحي.
خبر:
في التاسع عشر من ايلول سنة 1846، حظي راعيان صغيران احدهما مكسيميان جيرو وعمره احدى عشر سنة، والفتاة ((ميلاني ماتيو)) وقد ناهزت الرابعة عشرة من عمرها، برؤية سماوية في ناحية ((لا ساليت)) بجبال الالب.
ظهرت لهما سيدتنا الكلية الطوبى، وتشكت من المسيحيين لخرقهم حرمة يوم الرب وهو الاحد وتجديفهم المستمر على اسمه القدوس، وقالت: ((اذا اصر شعبي على عدم الاصغاء الى صوتي رافضاً الخضوع والطاعة، سأضطر الى ان اترك ساعد ابني الثقيل ينزل بهم ضربات قاسية)).
قالت ذلك وانهمرت الدموع من عينيها.
واستطردت قائلة: ((لقد تعذبت لاجلكم كثيراً، كما اني لا اريد ان يرذلكم ابني، واتضرع اليه دائماً من اجلكم، غير انكم لا تقدرون ذلك، فمهما صليتم ومهما عملتم، فانكم لن تستطيعوا ابداً مكافأة الاتعاب التي تجشمتها لاجلكم)) واردفت اخيراً: ((لقد أعطيتم ستة ايام للشغل، واحتفظ ابني باليوم السابع، ولكنكم ابيتم ان تكرسوه لتمجيده)).
كأني بالعذراء القديسة تريد ان تعيد على مسامعنا رسالتها التي ابلغتها في ((لا ساليت)) لان جيل اليوم لا يزال يهمل حرمة يوم الرب، فيأتي نهار الاحد فلا نحترمه ولا نهرع الى الكنيسة للاشتراك بالصلاة والقداس مع جمع المؤمنين، ونتخذ لنا حججاً واهية واعذاراً وهمية لنبرر اهمالنا.
فلنجدد العهد على احترام يوم الاحد ونلب رغبة العذراء ووصية الرب. وهذه خطوة في طريق قداستنا.
اكرام:
اعط مثالاً صالحاً باحترامك يوم الرب وكمل كل ما تفعله بروح الله، فهذا طريق القداسة.
نافذة:
اجذبيني وراءك ايتها العذراء القديسة.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.
الشماس سمير كاكوز
21 مايو,2016 at 10:40 م
شكرا لكم