مريم وسيطة الخيرات:
ان مهمة مريم العذراء كأم نحو البشر لا تحجب ولا تنقص البتة من وساطة المسيح الذي قال فيه مار بولص انه الوسيط الوحيد بين الله والبشر
(اطما 2 : 5 – 6).
بل بعكس ذلك تظهر قوة تلك الوساطة.
فكل تأثير خلاصي للعذراء في البشر لا يصدر عن ضرورة ما.
بل من رغبة في ذلك وعن فيض استحقاقات المسيح.
ان الله اختار مريم واصطفاها منذ الازل اما ليسوع.
وهي اذ اشتركت اشتراكا فعليا اراديا بكل مراحل حياة ابنها منذ ولادته حتى الآمه وذبيحته على الصليب، فانطلاقا من هذا الاشتراك الفعلي الايجابي خاصة في ساعة الفداء اذ قبلت بتضحية ابنها من اجل البشر، تعلم الكنيسة انها اصبحت وسيطة الخيرات السماوية للمؤمنين.
ولهذا تحث الكنيسة ايضا على الالتجاء الى مريم وطلب شفاعتها التي لا ترد.
وبهذا المعنى يقول القديس برنردس: (( امتلأت مريم نعمة لنفسها، ثم طفحت خيراتها وهطلت علينا بغزارة)).
كما يقول ابونا المعظم مار افرام: ((ان مريم العذراء شفيعة المستوجبين الهلاك، هي مفتاح اورشليم السماوية وهي المشتركة في تحقيق المقاصد الالهية الخفية، والمساهمة في افتداء البشر وخلاصهم الابدي)).
خبر:
في 27 تشرين الثاني سنة 1830 ظهرت امنا العذراء لراهبة من راهبات المحبة بباريس، اسمها ((كاترين لابوره)).
تجلت البتول في معبد الدير، بينما كانت الراهبة تصلي، فبدت آية في البهاء و الجمال، يغشى ثوبها وشاح طويل يسترسل من هامتها الى قدميها،
وكانت ترفع عينيها المتلألئتين بالنقاء والوداعة الى السماء تارة، ثم تخفضهما تارة اخرى، وبين يديها كرة قد علاها صليب صغير، وتحت اخمص قدميها بانت كرة اخرى اكبر حجما من الاولى، وفي اصابعها خواتم وحجارة كريمة تنبعث من بعضها اشعة باهرة بين طويلة و قصيرة.
اطلعت البتول، ابان الرؤيا، لكاترين ان الاشعة المنبعثة من يديها ترمز الى المواهب التي تغدقها على كل من يسألها.
اما الحجارة الخافتة الانوار في اصابعها فانها تمثل النعم التي اهمل البشر في طلبها.
احاط اخيرا بالعذراء اطار بيضوي الشكل برزت عليه، باحرف ذهبية الكلمات التالية: يا مريم التي حبل بها بلا خطيئة صلي لاجلنا نحن الملتجئين اليك. وتلاشت الرؤيا.
ومنذ ذلك الحين ضربت ايقونة العذراء كما ظهرت في الرؤيا وكانت توزع على المؤمنين وجرت بواسطتها عجائب كثيرة.
اكرام:
اهتف باسم مريم في بدء اعمالك وسائر ساعات حياتك.
نافذة:
السلام عليك يا حياتنا ولذتنا ورجائنا.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.
الشماس سمير كاكوز
12 مايو,2016 at 7:11 ص
الرب يقويكم لخدمة المسيح والعذراء مريم امين