لا بدَّ للصلاةِ المثمرة من أن تنبعَ من القلبِ لتلمسَ قلبَ الله. تذكّر كيفَ علّمَ الربُّ يسوع تلاميذَه الصلاة الربّية. ففي كلّ مرّةٍ نتلو فيها “الأبانا”، يميلُ الله بناظرَيه إلى كفّيه حيثُ نقشَنا:
“هاءَنَذا على كَفَّيَّ نَقَشتُكِ” (إش49: 16). ويتأمّلُ براحتَيه، فيرانا مشدودين إليه وملتحمين به. ما أروعَ حنوّ الله وعطفه! فلنصلِّ ولنتلُ صلاة “الأبانا”.
لنختبر هذه الصلاة في عمقها، فنصبحَ قدّيسين ممتلئينَ بروح القداسة.
تختزلُ هذه الصلاة كلّ شيء: الله والذات والقريب. إذا غفرتُ للآخر، أصعدُ سلّمَ القداسة وتُفتح أمامي أبواب الصلاة على مصراعيها. إنّ جوهرَ الصلاة ينبعُ من قلبٍ متواضع؛ فمتى ملكنا هذا القلب، عرفنا كيفَ نحبّ الله ونحبّ ذواتنا ونحبّ القريب (راجع مت 22: 37-40).
إنّ الأمرَ ليسَ معقّدًا على الإطلاق، ومع ذلك فإنّنا نعقّدُ حياتنا ونثقلُ كاهلها بالهموم والمشاكل، في حين أنَّ المطلوب واحدٌ وهو التحلّي بالتواضع والصلاة. فكلّما ازدادت صلاتكم أحسنتم الصلاة.
لا يواجهُ الطفلُ صعوبة في التعبير عن أفكاره البريئة بعباراتٍ بسيطة تحملُ معانٍ عظيمة.
ألم يجِب الرّب يسوع نيقوديمُس بأنّ “ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَرى مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِن عَلُ”؟ (يو3: 3).
إذا صلّينا مهتدين بتعاليم الإنجيل، سمحنا لله بأن يكبرَ فينا.
صلِّ إذًا بروح المحبّة على طريقةِ الصغار وبرغبةٍ جامحة في أن تحبّ أكثر فأكثر وأن تجعلَ محبوبًا كلّ من هو غير محبوب.
اضف رد