هل الصوم فريضة؟ (سابا إسبر متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب)

هل الصوم فريضة؟

النغمة المنتشرة حديثاً في أوساط المؤمنين، بخصوص الصوم، أنّه ليس واجباً أو فرضاً.
وتالياً يمكن للمؤمن أن يهمله أو يمارسه وقتما يشاء وكيفما يشاء.
بدءاً نقول إنّ الصّوم فضيلة ضرورية ولازمة. وإذا كانت وصايا الربّ في إنجيله المقدّس ملزِمة، فالصّوم لازم ومُلزِم.
فالربّ بذاته طلب منّا الصّوم، “هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصّوم”(مت17/20؛ مر9/29)، “ومتى صمتم فلا…”(مت6/19)، “وبعدما صاموا وصلوا وضعوا …”(أع13/3).
والمثال الأوضح عند المؤمنين هو ممارسة السيد المسيح للصّوم. “صام أربعين يوماً”.
فإذا كان هو الذي دون خطيئة قد صام، فكم بالأولى نحن البشر! خاصّة وإنّنا نعلم أنّه تجسّد وعاش بيننا، ليعطينا طرق الخلاص اللازمة لنا، من خلال الاقتداء بما فعل.

يأتي التزام المؤمن بتعليم الكنيسة وأحكامها من إخلاصه لعضويته فيها، وتالياً لتحقيق هدفه المسيحي، بالمعيّة مع إخوته في عائلته الكنسيّة.. أمّا الانتقاء القائم على المزاج والخيار الشخصيين، فهو مصدر للتهاون، الذي يمنع التحرّر من الرباطات الأرضيّة، لأنه مرتبط بالمزاج الذي تتحكم الأهواء فيه، فيغدو الإنسان عاجزاً عن السمّو بحياته نحو غايتها الأساسيّة. كما هو سبيل إلى الانقطاع عن شركة الجماعة الواحدة.
اختبرت الكنيسة، جسد المسيح الحيّ، على مدى التاريخ، أهميّة الصّوم. وقد وضعت شكله ونظامه ونوعه ومدّته، بحسب خبرة التقديس التي رافقتها بحضور الروح القدس، الفاعل فيها عبر الزمن.
يقودنا الكلام هنا إلى مكانة الصّوم وموقعه في مسيرة الخلاص الفردية والجماعية.
في المفهوم الأرثوذكسي، ليس الصّوم هدفاً بحدّ ذاته، وكذلك الصلاة وسائر الفضائل، بل وسائل، لا بدّ منها، للوصول إلى الغاية الأساسيّة والعظمى، ألا وهي الاتحاد بالله والعيش بقربه. أو ما يدعوه القدّيس سيرافيم ساروفسكي “اقتناء الروح القدس”.
يقول القديس سيرافيم بهذا الخصوص: “إنّ اقتناء روح الله هو الهدف الحقيقي للحياة المسيحية وما الصلاة والصوم والسهر والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة المكملة لمحبة المسيح غير وسائل”.
ولأنّ الصوم وسيلة للغاية الأسمى، فهو قابل لأن يكون مرناً من حيث التطبيق. وتشترط الكنيسة إرشاد الأب الروحي شخصياً، في هذا المجال، حرصاً على حماية المؤمن من التهاون والتراخي، الرذيلتين اللتين يقع الإنسان فيهما بسهولة فائقة، خاصّة في زماننا.
عندما تدعو أصدقاءك لا تقيم لهم مائدة، على مستوى المرضى، بل على مستوى الأصحاء.
تقيم مائدة غنية بأصناف المأكولات المتنوعة. فيختار كلٌّ من المدعوين ما يناسب صحّته منها.
هكذا الصّوم، كما وضعته الكنيسة، مطلوب من كلّ مؤمن. ومن كانت صحّته أو ظرفه أو وضعه لا تسمح له بالصوم كما حدّدته الكنيسة، يطلب إرشاد الأب الروحي بما يفيده شخصياً.
ويلتزم به، إرشاداً خاصّاً به حصراً، وليس للنشر والتعميم، ريثما يصل إلى الوضع الذي يستطيع فيه ممارسته كاملا.

للنسك في الكنيسة الأرثوذكسية غاية واحدة، لا غنى عنها، ألا وهي التحرّر. لذلك ليس الصّوم امتناعاً عن الطعام ازدراءً به، أو تعذيباً للجسد، أو إماتة لحسّ التذوق. إنّه تدريب عملي، للنفس والجسد، على التحرّر من أيّ رباط يمكن أن يشدّنا إلى الأسفل.
لعلّ كلمات الأب ألكسندر إلشانينوف (+1935) التالية خير توضيح لفائدة الصوم العملية. يقول: “يزعزع الصّوم الرفاهية الفيزيولوجية ويصدّعها، لكي يصبح الإنسان قابلاً للتأثر بالعالم الروحي، والتشرّب منه بسهولة أكثر”.

أمّا المرونة في عيش الصّوم، في الكنيسة الأرثوذكسية، فإليك بعض وجوه منها:
• تقول القاعدة الصّيامية العامّة: أنّ الصّوم يزداد تقشّفاً كلّما كان العيد أكثر أهميّة. لذلك يُدعى صوم الفصح بالكبير، ويتمّ فيه الانقطاع عن الطعام والشراب حتّى الظهر، بالإضافة إلى الإمساك عن النتاج الحيواني طيلة الصوم. بينما يبقى صوم الميلاد على الإمساك وليس فيه انقطاع.
• نمسك في الصوم الكبير عن السمك، بينما لا نمسك عنه في صوم الميلاد، إلا في الأسبوعين اللذين يسبقا العيد.
• في بلادنا المشرقية حيث تتوفر الخضروات، حتّى في الشتاء، نمسك عن السمك في الصّوم الكبير، بينما يُسمح بأكله في البلاد الشمالية الباردة كروسيا والبلاد الإسكندينافية. وعندنا يُسمح بأكل الرخويات البحرية (الحبّر، الأخطبوط…) في البلدان الساحلية لتوفرها ورخص ثمنها في الماضي.
• كما يُسمح بتناول السمك في الأعياد السيّدية كالبشارة والشعانين، وكلاهما يقع ضمن الصّوم الكبير. الذين يمسكون عن الزيت، يسمح لهم بتناوله، وكذلك الخمر، يومي السبت والأحد من أسابيع الصّوم وكذلك في أعياد القدّيسين المحليّين الكبار (راجع كتاب السواعي الكبير).
يدلّ وجود هذه الأحكام في أنظمة الصوم على أنّه وسيلة للتمتّع بفرح التحرّر من كلّ شهوة تسود على الإنسان من جهة، وفرح تناول الخيرات الأرضيّة بشكر وامتنان من جهة ثانية. ومن يقرأ صلوات خِدَم أيام الصّوم من كتاب التريودي يدرك كم تتكرر فيها كلمات البهجة والفرح والسرور الروحية.
لندخل الصّوم بهذه الروح فيصير تسامياً حقيقياً، وليس حمية غذائية.

سابا إسبر (متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب)

Comments

comments

  • لماذا يسمح بأكل السمك بالتحديد فى بعض الاصوام؟

    لماذا يسمح بأكل السمك بالتحديد فى بعض الاصوام؟

    اسباب اكل السمك في اصوام الدرجة الثانية في الاتي:

    1- لانه طعام البركة معجزة الخمس خبزات و السمكتين “لو 9″
    2- لانه طعام القيامة ” فناولوا جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد العسل فأخد واكل قدامهم ” (لو 24 : 42)
    3- لانه رمز الحياة : اذ يبقى حيا في وسط لجج البحر الهائجة ولا يأخد من الماء الكثير الا احتياجه.
    4- لانه يرمز للمسيحيين: اذ كان العلامة السرية بين المسيحيين الاوائل مثل علامة الصليب، وكان ما زال يرسم كثيرا على حامل الايقونات.
    5- لانه من صفات الدم البارد: الذي لا يحدث في الانسان ثورات الغضب وغيرها.
    6- لان طريقة تناسله بدون شهوة او جماع بين ذكر و انثى فالانثى تضع البيض في مياه هادئة ثم يأتي الذكر ويعمل للبيض عملية التلقيح.
    7- لان اسم السمكة مكون من الحروف الاولى لاسم يسوع المسيح ابن الله المخلص “باللغه اليونانية” اخثيس”.

    Comments

    comments

  • نصوم لنلقى وجه السّيّد

    نصوم لنلقى وجه السّيّد

    زمن الصّوم هو زمن التّعرّف على بشريّتنا أكثر والوقوف عند محدوديّتها.
    نحن نعلم أنّنا بشر ولكن غالباً ما يغرّنا كبرياؤنا فنتوه عن لحظات ضعفنا، ونستغني عن الله، سواء عن قصد أو غير قصد.
    الصّوم يدلّنا على ضعفنا أكثر ويبيّن لنا حاجتنا الأصيلة إلى الله، التي ليست حاجة آنيّة وإنّما هي مستمرّة.
    لا ليلبّي لنا رغباتنا بل ليزيدنا من محبّته حتّى نصمد أمام هذا الضّعف.
    إنّها حاجة الحبّ. المحبّة الإلهيّة تهزم كلّ ضعف فينا وأوّله الكبرياء.
    سقط آدم بسبب كبريائه، أي باستغنائه عن كلمة الله، واعتبار نفسه قادراً على معرفة خيره.
    وفي كلّ مرّة نسقط، تكون سقطتنا نتيجة تخلّينا عن كلمة الله، معتقدين أنّه بإمكاننا أن نميّز بين ما هو لخيرنا وما هو لشرّنا.

    الاستغناء عن الله لا يضرّه وإنّما يشوّه إنسانيّتنا، والارتباط فيه لا يقدّسه بل يغنينا ويرفعنا.
    نحن مرتبطون بالله منذ البدء، منذ أن نفخ فينا روحاً من روحه، وبالتّالي فروح الله فينا.
    وكلّ عمل نقدم عليه يسيء إلى إنسانيّتنا، يسيء إلى روح الله الذي فينا.
    “أمامك وحدك أخطأت والشّرّ قدّامك صنعت” ( مزمور 4:50).

    ولمّا كنّا لا ندرك ببشريّتنا تمام معرفة الخير والشّرّ، ولمّا كنّا نعثر بسهولة بسبب هشاشتنا، أمسك الله بنا حتّى نسلك في النّور، فلا نضلّ ونعثر.
    والصّوم بما يحمله من تطويع للذّات وتدريبها على قول ( لا) لما يهين إنسانيّتنا، يؤهّلنا لأن نفرّغ ذواتنا من كلّ شيء حتّى يسكن فينا المسيح.
    فنصرخ مع بولس الرّسول: “لست بعد أنا من يحيا، بل المسيح هو الّذي يحيا فيّ”.

    أهّلنا أيّها المسيح الحبيب في هذا الصّوم المبارك، أن نقوم من ترابيّتنا ونصعد أبداً نحوك، لابسين ثوب النّقاء والمحبّة، حاملين صليب المحبّة حتّى نرتفع عليه ممجدّين كما ارتفعت من أجلنا، أنت وحدك الّذي يليق بك كلّ مجد ووقار مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس، من الآن وإلى الأبد. أمين.

    (مادونا عسكر)

    Comments

    comments

  • هل الصوم فريضة؟

    هل الصوم فريضة؟ (سابا إسبر متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب)

    النغمة المنتشرة حديثاً في أوساط المؤمنين، بخصوص الصوم، أنّه ليس واجباً أو فرضاً.
    وتالياً يمكن للمؤمن أن يهمله أو يمارسه وقتما يشاء وكيفما يشاء.
    بدءاً نقول إنّ الصّوم فضيلة ضرورية ولازمة. وإذا كانت وصايا الربّ في إنجيله المقدّس ملزِمة، فالصّوم لازم ومُلزِم.
    فالربّ بذاته طلب منّا الصّوم، “هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصّوم”(مت17/20؛ مر9/29)، “ومتى صمتم فلا…”(مت6/19)، “وبعدما صاموا وصلوا وضعوا …”(أع13/3).
    والمثال الأوضح عند المؤمنين هو ممارسة السيد المسيح للصّوم. “صام أربعين يوماً”.
    فإذا كان هو الذي دون خطيئة قد صام، فكم بالأولى نحن البشر! خاصّة وإنّنا نعلم أنّه تجسّد وعاش بيننا، ليعطينا طرق الخلاص اللازمة لنا، من خلال الاقتداء بما فعل.

    يأتي التزام المؤمن بتعليم الكنيسة وأحكامها من إخلاصه لعضويته فيها، وتالياً لتحقيق هدفه المسيحي، بالمعيّة مع إخوته في عائلته الكنسيّة.. أمّا الانتقاء القائم على المزاج والخيار الشخصيين، فهو مصدر للتهاون، الذي يمنع التحرّر من الرباطات الأرضيّة، لأنه مرتبط بالمزاج الذي تتحكم الأهواء فيه، فيغدو الإنسان عاجزاً عن السمّو بحياته نحو غايتها الأساسيّة. كما هو سبيل إلى الانقطاع عن شركة الجماعة الواحدة.
    اختبرت الكنيسة، جسد المسيح الحيّ، على مدى التاريخ، أهميّة الصّوم. وقد وضعت شكله ونظامه ونوعه ومدّته، بحسب خبرة التقديس التي رافقتها بحضور الروح القدس، الفاعل فيها عبر الزمن.
    يقودنا الكلام هنا إلى مكانة الصّوم وموقعه في مسيرة الخلاص الفردية والجماعية.
    في المفهوم الأرثوذكسي، ليس الصّوم هدفاً بحدّ ذاته، وكذلك الصلاة وسائر الفضائل، بل وسائل، لا بدّ منها، للوصول إلى الغاية الأساسيّة والعظمى، ألا وهي الاتحاد بالله والعيش بقربه. أو ما يدعوه القدّيس سيرافيم ساروفسكي “اقتناء الروح القدس”.
    يقول القديس سيرافيم بهذا الخصوص: “إنّ اقتناء روح الله هو الهدف الحقيقي للحياة المسيحية وما الصلاة والصوم والسهر والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة المكملة لمحبة المسيح غير وسائل”.
    ولأنّ الصوم وسيلة للغاية الأسمى، فهو قابل لأن يكون مرناً من حيث التطبيق. وتشترط الكنيسة إرشاد الأب الروحي شخصياً، في هذا المجال، حرصاً على حماية المؤمن من التهاون والتراخي، الرذيلتين اللتين يقع الإنسان فيهما بسهولة فائقة، خاصّة في زماننا.
    عندما تدعو أصدقاءك لا تقيم لهم مائدة، على مستوى المرضى، بل على مستوى الأصحاء.
    تقيم مائدة غنية بأصناف المأكولات المتنوعة. فيختار كلٌّ من المدعوين ما يناسب صحّته منها.
    هكذا الصّوم، كما وضعته الكنيسة، مطلوب من كلّ مؤمن. ومن كانت صحّته أو ظرفه أو وضعه لا تسمح له بالصوم كما حدّدته الكنيسة، يطلب إرشاد الأب الروحي بما يفيده شخصياً.
    ويلتزم به، إرشاداً خاصّاً به حصراً، وليس للنشر والتعميم، ريثما يصل إلى الوضع الذي يستطيع فيه ممارسته كاملا.

    للنسك في الكنيسة الأرثوذكسية غاية واحدة، لا غنى عنها، ألا وهي التحرّر. لذلك ليس الصّوم امتناعاً عن الطعام ازدراءً به، أو تعذيباً للجسد، أو إماتة لحسّ التذوق. إنّه تدريب عملي، للنفس والجسد، على التحرّر من أيّ رباط يمكن أن يشدّنا إلى الأسفل.
    لعلّ كلمات الأب ألكسندر إلشانينوف (+1935) التالية خير توضيح لفائدة الصوم العملية. يقول: “يزعزع الصّوم الرفاهية الفيزيولوجية ويصدّعها، لكي يصبح الإنسان قابلاً للتأثر بالعالم الروحي، والتشرّب منه بسهولة أكثر”.

    أمّا المرونة في عيش الصّوم، في الكنيسة الأرثوذكسية، فإليك بعض وجوه منها:
    • تقول القاعدة الصّيامية العامّة: أنّ الصّوم يزداد تقشّفاً كلّما كان العيد أكثر أهميّة. لذلك يُدعى صوم الفصح بالكبير، ويتمّ فيه الانقطاع عن الطعام والشراب حتّى الظهر، بالإضافة إلى الإمساك عن النتاج الحيواني طيلة الصوم. بينما يبقى صوم الميلاد على الإمساك وليس فيه انقطاع.
    • نمسك في الصوم الكبير عن السمك، بينما لا نمسك عنه في صوم الميلاد، إلا في الأسبوعين اللذين يسبقا العيد.
    • في بلادنا المشرقية حيث تتوفر الخضروات، حتّى في الشتاء، نمسك عن السمك في الصّوم الكبير، بينما يُسمح بأكله في البلاد الشمالية الباردة كروسيا والبلاد الإسكندينافية. وعندنا يُسمح بأكل الرخويات البحرية (الحبّر، الأخطبوط…) في البلدان الساحلية لتوفرها ورخص ثمنها في الماضي.
    • كما يُسمح بتناول السمك في الأعياد السيّدية كالبشارة والشعانين، وكلاهما يقع ضمن الصّوم الكبير. الذين يمسكون عن الزيت، يسمح لهم بتناوله، وكذلك الخمر، يومي السبت والأحد من أسابيع الصّوم وكذلك في أعياد القدّيسين المحليّين الكبار (راجع كتاب السواعي الكبير).
    يدلّ وجود هذه الأحكام في أنظمة الصوم على أنّه وسيلة للتمتّع بفرح التحرّر من كلّ شهوة تسود على الإنسان من جهة، وفرح تناول الخيرات الأرضيّة بشكر وامتنان من جهة ثانية. ومن يقرأ صلوات خِدَم أيام الصّوم من كتاب التريودي يدرك كم تتكرر فيها كلمات البهجة والفرح والسرور الروحية.
    لندخل الصّوم بهذه الروح فيصير تسامياً حقيقياً، وليس حمية غذائية.

    سابا إسبر (متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب)

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • بطرس وبولس

    أوجه الاختلاف بين الرسولين بطرس وبولس

    1 – من جهة العلم:

    قيل عن بطرس ويوحنا ( إنسانان عديما العلم وعاميان) أي لم يتخرجا من معاهد يهودية عليا ( أع 4 : 13 ).
    ولكن بولس تربي عند قدمي ( غمالائيل ) ( أع 22 : 3 ) ( أع 26 : 24 أنت تهذي يا بولس الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيان)
    2 – من ناحية الزواج والبتولية :

    بطرس كان متزوجاً ولكن بولس كان بتولاً (1كو9: 5 ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وإخوة الرب وصفا) ( لو 4 : 38 ) ( 1كو7 : 8 )

     

    3 – ميدان الكرازة:

    (بطرس رسول الختان) أي يكرز بين اليهود ولكن بولس رسول الغرلة أي يكرز بين الأمم ( غلا 2 : 7 )
    ملاحظة: لم تقتصر خدمة بطرس علي اليهود ولقد آمن علي يديه كرنيليوس ( أع 10 ) وكذلك بولس الرسول لم تقتصر خدمته علي الأمم ( أع 9 : 15 فقال له الرب اذهب لان هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمموملوكوبني إسرائيل) (1كو9: 20 فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود) وكتب أيضاً رسالته إلى العبرانيين.
    4 – طريقه الاستشهاد

    بطرس صلب منكس الرأس يو21 قال له يسوع ارع غنمي.. متى شخت فانك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها.
    أما بولس الرسول فقطعت رأسه لأنه كان يتمتع بالجنسية الرومانية (أع22 : 25-28 فجاء الأمير وقال له قل لي أنت روماني فقال نعم)، (أع16: 37)

    Comments

    comments

  • قصة أيقونة العذراء المطعونة

    قصة أيقونة العذراء المطعونة

    توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس.

    في نفس الدير أي دير فاتوبيذي توجد هذه الأيقونة في الدهليز المؤدي من كنيسة القديس ديمتريوس إلى الكنيسة الكبرى.

    سبب تسمية هذه الأيقونة بالمطعونة هو أنّه في أحد الأيام أبطئ مرة الشماس القندلفت بسبب انشغاله في تنظيف الكنيسة وأتى إلى المائدة بعد الجميع طالبًا غذاءه. فرفض المسؤول عن المائدة أن يعطيه منبّهًا إياه على وجوب الحضور في الوقت المحدد لأنه هكذا تفترض الحياة المشتركة. (هذه الحادثة تكررت عدّة مرات).

    فانفعل الشماس وعاد إلىِ الكنيسة وتلفّظ وهو في حالة من الغضب أمام الأيقونة بهذه الكلمات: “يا والدة الإله حتى متى أخدمك؟ إني أتعب وأتعب وليس لدي شيء حتى ولا كسرة خبز تشددُ قوايَ المنهوكة”.
    قال هذا وأخذ السكين الذي كان يزيل به الشمع عن المصابيح وطعن به خدَّ السيدة العذراء الأيمن.
    فانغرست السكين فيها فاصفرّ للحال رسم العذراء وفار الدم من الجرح فسقط الطاعن وعمّي ويبست يده.

    علم به رئيس الدير مع الرهبان فبدؤوا الصلاة من أجله بحرارة مدة ثلاث سنين كان خلالها هذا الراهب لا يفارق المكان الذي اتّخذه في زاوية أمام الأيقونة حيث كان يبكي بدموع التوبة، ويصلّي بحرارة من أجل المغفرة.

    بعد ثلاث سنين أعلن له بأنه قد صفح عنه، فقبل وفاته ظهرت له السيدة العذراء وأفرحته بالعفو عنه.
    ولكن أنذرته بأن يده الجسورة لابدّ وأن يُحكم عليها في مجيء المسيح الديّان.
    ومنحته الصفح والرحمة فأبصر وعاد كما كان، أمّا يده فبقيت يابسة حتى مماته.

    عندما كشفت بقاياه بعد ثلاث سنين من دفنه على عادة رهبان جبل آثوس.
    انذهل جميع الاخوة من المنظر لأن أعضاء الدفين كانت كلها نيّرة وعليها علامة الرحمة الإلهية.

    أما يده الجسورة التي طعنت الأيقونة المقدسة فبقيت غير بالية وسوداء حتى الآن وتعرض أحيانا على الزائرين موضوعة في صندوق تحت الأيقونة العجائبية. تذكيرًا بالأعجوبة وإرشادًا لهم. أما أثر الدم فهو باق حتى الآن كما هو واضح في الأيقونة.

    المصدر:  صفحة بطريركية أنطاكية

    Comments

    comments

  • أساطير شجرة عيد الميلاد

    أساطير شجرة عيد الميلاد

    هنالك العديد من الأساطير حول شجرة عيد الميلاد ويعتقد بأن الالمان كانوا أول من بدأ بتقليد شجرة الميلاد الغير مزينة.

    أقدم أسطورة تقول بأن القديس الشهيد بونيفس (680-754) الراهب والمبشر البريطاني الذي نظم الكنيسة في فرنسا وألمانيا.
    في أحد الأيام، بينما كان مسافرا الى ألمانيا للتبشير بكلمة الله ألتقى بمجموعة من عبادي الأوثان المتجمعين حول شجرة البلوط على وشك نحر طفل لاله الرعد (ثور) ولمنع عملية النحر وانقاذ حياة الطفل قطع القديس بونيفس الشجرة من شدة غضبه بلكمة واحدة.
    أثناء سقوطها حطمت الشجرة جميع ما في طريقها من شجيرات عدا شجيرة الشربين وبمحاولة منه لكسب الوثنيين فسر بقاء الشجيرة على أنها أعجوبة مُطلقا عليها اسم شجرة يسوع الطفل .. شجرة الحياة.

    كانت أعياد الميلاد الاحقة تُحتفل بزرع شجيرات الشربين وفي أواخر القرون الوسطى وضع الألمان وسكان أسكندنافية الاشجار الدائمة الخضرة داخل بيوتهم.

    أسطورة اخرى تقول بأن القديس بونيفس استخدم الشكل الثلاثي للشجيرة لوصف الثالوث الأقدس.
    المعتنقين الجُدد بدأوا بتكريم الشجرة كما فعلوا مع شجرة البلوط قبل اهتدائهم للمسيحية.
    في القرن الثاني عشر، في أوروبا الوسطى وفي عيد الميلاد كانت تعلق أشجار الشربين رأسا على عقب من سقوف المنازل كرمزا للمسيحية.

    و تروي قصة أخرى و تقول بأن مارتن لوثر (1483-1546) مؤسس المذهب البروتستانتي كان ماشيا في الغابة في أحدى ليالي عيد الميلاد وبينما كان يمشي اندهش لجمال وروعة ملايين النجوم التي كانت تتلألأ من خلال أغصان الأشجار الدائمة الخضرة. لخلق ذات الجو الساحر قام لوثر بقطع أحد الأغصان ووضَعه في بيته وزيَنه بالشموع.

    و تروي أخرى بأنه في ليلة الميلاد وفي أحد الايام صادف أن التقى حطاب فقير بصبي مفقود وجائع.
    بالرغم من فقره أعطى الحطاب الأكل والمسكن للصبي الفقير لتلك الليلة وفي الصباح استيقظ الحطاب ليجد شجرة جميلة تتلألأ خارج بيته بينما اختفى الصبي.

    الصبي الجائع كان المسيح المتنكر وخلق الشجرة كمكافئة لإحسان الحطاب الطيب.

    يروى أيضا أنه ربما أتى أصل شجرة الميلاد من مسرحية الفردوس.
    في القرون الوسطى معظم الناس لم يكن لهم القدرة على القراءة والكتابة وكانت المسرحيات تستخدم لتعليم دروس الكتاب المقدس في جميع أنحاء أوروبا.
    كانت مسرحية الفردوس التي عرضَت خليقة الإنسان ووقوعه في الخطيئة في جنة عدن تُقام كل عام في موسم الشتاء وفي ليلة الميلاد، إقتضى عرضها شجرة تفاح لكن أشجار التفاح لا تحمل ثمرا في الشتاء فأستعيضت بشجرة دائمة الخضرة مع تعليق التفاح عليها.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  مقالات

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>