يرمز الرعاة إلى الله الآب راعي الرعاة (حزقيال 34: 1-16)
ويرمز الرعاة أيضاً إلى الفقراء، الناظرين إلى السماء، الذين كانوا ينظرون إلى الملائكة، ولو أنهم كانوا ينظرون إلى أغنامهم، لما رأوا علامة السماء.
وهذا مهمّ جداً بالنسبة لرعاة الكنيسة ولكلّ مسيحي ولكلّ صاحب قرار أن ينظروا إلى السماء والى شريعتها الإلهية، والى المحبّة المتجلّية في عمل الله وكلّ الخلائق ورحمته اللامتناهية لضعفنا وخطايانا، قبل أن يصدروا أحكامهم على من هم مسؤولون عنهم.
يقول الإنجيل عن هؤلاء الرعاة:”طوبى لأنقياء القلب، فإنّهم يعاينون الله” ( متى 5:8).
لأنّ محبّتهم للمسيح المولود، تخطّت فقرهم، والكثير من هموم الحياة التي كانت تثقل كاهلهم، وجعلتهم يتبعون كلام الملائكة، ويهرعون إلى المغارة،
“ليجدوا مريم ويوسف، والطفل مضّجعاً في المذود” ( لو 2:16 )، فأصبحوا أغنياء بالله الذي افتقر لأجلهم.
فبلغوا مع المجوس إلى الذي لا يُبلغ إليه: أي إلى الله. فهم إذن العيون الشاخصة نحو السماء، والمتأملة في أمورها.
يرمز الرعاة أيضاً إلى المسيح، الراعي الصالح ( يو 10: 11 )، والى الرسل، الذين هم رعاة العالم.
وكلّ واحد منّا هو راعٍ لإخوته البشر العائشين معه. فهم إذن، يطرحون علينا السؤال التالي:
“إلى أين تتجّه أنظارك؟ أإلى السماء أم إلى الأرض؟ أإلى الخدمة أم إلى التسلّط؟ إلى الذي يدوم أم على الذي يزول؟
ونحن بدورنا، إن لم نتخلّ عن ذواتنا، وننطلق مثل الرعاة، متخلّين عن راحتنا وأنانيتنا الشخصية، لنفتّش عن الطفل الجديد، فلن يتمّ الميلاد في حياتنا، ولن نرى شيئاً من عجائبه.
اضف رد