ما أجمل أرشاد الرب لحياتنا…
قال الرب على لسان مرنم اسرائيل الحلو النبي داود “أعلِّمك وأُرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك عيني عليك” (مز 32: 8)
هذه باليقين حقيقة عظمى نحن في أشد الاحتياج إليها أثناء عبورنا في برية هذا العالم، خصوصًا في عصر المشاكل والارتباك هذا فنحن نحتاج إلى مرشد وشكرًا لله لأنه أخذ على عاتقه القيام بهذه المهمة.
“أُعلِّمك وأُرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك” (مز 32: 8).
يا لها من نعمة! كأن الله قد تعهد بأن يُظهر نفسه ولنلاحظ الطريقة التي بها يرشدنا “أُرشدك.. عيني عليك” ـ أي أرشدك بعيني التي عليك، وهذه أدق وأرّق طرق الإرشاد.
فنحن لا نستطيع أن نتبع حركات عينه إلا إذا كنا قريبين منه جدًا وملاصقين له.. ثم إنه يجب أن نكون مُدرّبين في فهم طرقه حتى نستطيع أن نفسِّر تلك النظرات ونسير بما توحيه إلينا.
اذن …لماذا تكثر القلوب القلقة؟ لماذا يكثر الاضطراب والخوف وعدم الرضى؟
كل ذلك لأن الإنسان يحاول أن يهدي نفسه بنفسه، فهو إذ يشعر بضعفه يخاف، وإذ يعرف جهله يصبح قلقًا.
ولكن ما أعظمها بركة أن يسير الإنسان في حياته واثقًا في الله ومُلقيًا كل هم عليه!
قد تكثر الأمواج أحيانًا حول أرجلنا ولكننا إذ ننظر إليه، ذاك الذي يقودنا باستمرار، لا نخشَ فعل هذه الأمواج.
إن سر الحياة السعيدة الناجحة هو أن نجعل الله قائدنا الوحيد.
إننا عندما نُسرع في طريقنا ونتقدم الرب مُعتمدين على ذواتنا في ترتيب أمورنا، تأتينا المخاوف ويصيبنا الفشل والخيبة.
يا ليتنا نمتلئ من معرفة هذا! ويا ليت يكون إرشاد عين أبينا كافيًا لنا! ويا ليت نضع أيدينا في يده، ونرفع أبصارنا دائمًا إليه، لكي نلاحظ إرشادات عينه، حينئذٍ يكون سبيلنا مُنيرًا وآمنًا.
كثير من المؤمنين يجدون أنه من الصعب عليهم أن يعرفوا إرادة الله وطريقه، ولكن في الواقع من الممكن لكل مؤمن حقيقي أن يعرف ذلك.
لا تسرع بل تمهَّل، وصلِ، وثق في الله، وهو لا بد أن يعلمك بوضوح الطريق التي تسلكها، ويعطيك شعورًا مُريحًا في نفسك بقيادته إياك..
اضف رد