1- يقول يهوذا الرسول (المعروف بلباوس والملقب بتداوس وهو غير يهوذا الإسخريوطي) في رسالته أن هناك حرباً نشبت بين ميخائيل وبين الشيطان بخصوص جسد موسى النبي، فكان الشيطان يريد إظهار جسد موسى أمام الشعب لكي يعبدوه، وكانت عبادة الأوثان منتشرة في ذلك الوقت، فأراد الشيطان أن يغوي الشعب إلى عبادة الأصنام عن طريق عبادة جسد موسى والابتعاد عن عبادة الله، فغار ميخائيل رئيس الملائكة غيرة الرب، فأخفى جسد موسى ودفنه في مكان لا يعرفه أحد “فدفنه في الخواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم” (تث6:34).
“وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب” (يه9:1).
2- في التقليد الكنسي وفي كتب الكنيسة (أنظر كتاب الخولاجي المقدس eu,ologion) يوصف رئيس الملائكة ميخائيل بأنه ملاك القيامة الذي دحرج الحجر عن فم القبر – بعد أن قام السيد المسيح له المجد من بين الأموات- ليعلن أن القبر فارغ وأن السيد المسيح غير موجود فيه لأنه قام، ويقول الكتاب المقدس:
“وإذا زلزلة عظيمة قد حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس فوقه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج ومن ضوئه ارتعد الحراس وصاروا كالأموات” (مت 2:28-4).
3. جاء في سفر الرؤيا قوله:
“وحدث قتال في السماء: ميخائيل وملائكته كانوا يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلون، لم يقوا، ولا وجد لهم موضع في السماء. فطرح التنين الحية القديمة المسمى إبليس أو الشيطان والذي يضل المسكونة كلها. طرح إلى الأرض وطرحت ملائكته معه” (رؤ7:12- 9).
وهذا النص يدل على الحرب التي نشبت بين ميخائيل وملائكتها الصالحين، والشيطان وملائكته الأشرار الذين تبعوه في تمرده، وقد انتهت هذه الحرب بطرد الشيطان وملائكته من السماء، وإسقاطهم إلى الأرض.
ولعله إلى هذه الحرب يشير مخلصنا في قوله:
“أني رأيت الشيطان ساقطًا من السماء كالبرق” (لو18:10)
ولعله أيضا إلى هذا ترمز الصورة التقليدية السائدة في الكنيسة المقدسة، والتي يصور فيها رئيس الملائكة ميخائيل ممسكًا بميزان في يده اليسرى، وبالسيف في يده اليمنى، والشيطان ساقطًا عند قدميه..
أما الميزان فيرمز إلى عدالة الله، وقد ظهر الشيطان ناقصا أمامه..
فسقط على الأرض مغلوبا في قتاله مع رئيس الملائكة ميخائيل.
وبعبارة أخرى فإن الكتاب المقدس في سفر الرؤيا يظهر لنا ميخائيل رئيس الملائكة غريما وخصمًا ومطاردًا لسطانائيل رئيس الشياطين، وهو الذي شن عليه هذه الحرب نيابة عن الله، الذي أعطاه السلطة أن يطرد سطانائيل من حضرته ومن السماء ويسقط إلى الأرض.
4. وفي التقليد المسيحي أن رئيس الملائكة ميخائيل هو ملاك القيامة العامة الذي يبوِّق بالبوق ليدعو أجساد الراقدين إلى القيامة:
“لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 16)
اضف رد