سأل مسافر يقترب من مدينة كبيرة رجلا يجلس على قارعة الطريق قائلا: “ما حال الناس في هذه المدينة؟”.
فسأله الرجل: وما كان حالهم في المكان الذي جئت منه؟
فأجاب المسافر: كانوا بشعين.. سيئين.. غير أهل للثقة.. تستطيع القول بأنهم بغضاء من كل ناحية لذلك تركتهم ورحلت.
فرد الرجل قائلا: آه .. ستجدهم على نفس هذه الشاكلة في هذه المدينة أيضا.
وبعد أن غادر هذا المسافر بفترة بسيطة مر مسافر آخر بجوار هذا الرجل ليستعلم عن أحوال أهل المدينة وطبيعة الناس فيها، فسأله الرجل كما الأول عن طبيعة الناس في المدينة التي أتى منها، فأجاب المسافر: كانوا أشخاصا رائعين ولطفاء .. أشتاق إليهم وحزين لتركي إياهم.
فرد الرجل: هذا بالضبط ما ستجد لدى الناس هنا.
يقول جون ماكسويل تحت عنوان (مبدأ العدسة): “أنت من يحدد الطريقة التي ترى بها الحياة “.
بل ويضيف “شخصيتك الحقيقية تظهر للعيان عندما تتحدث عن الآخرين وتتعامل معهم، بل إن تعليقا بسيطا تقوله قد يكفي”.
حينما ترى الحياة جميلة فليس لأنها جميلة في ذاتها بل لأنك جميل من داخلك.
ذلك الرجل الذي يستقبل المسافرين لم يكن مخطئا البتة بل إنه حكيم وعين الحكمة ما فعل، وصْفنا للعالم الخارجي هو صورة عما نحمله في داخلنا.
إن كنا نرى الحياة كئيبة سيئة لا تحمل في طياتها الخير فسنظل نحمل هذا الشعور في كل مكان ذهبنا إليه.
يصفها البعض بـ (قيمة الحياة لديك) بــ (رؤيتك للحياة)..
بل من حقك أن تسأل من تصاحب عن رؤيته للحياة ومن إجابته وتعليقه تستطيع أن تحكم في أي طريق تمضي معه كما قال ذلك ماكسويل.
إن حياتنا من صنع أفكارنا.. فإذا نحن راودتنا أفكار سعيدة كنا سعداء، وإذا تملكتنا أفكار محزنه أصبحنا تعساء.
فكما تفكر هكذا تكون.
اضف رد