وَحِينَ غادَرَ الشَّعبُ المُخَيَّمَ لِيَعبُرُوا نَهْرَ الأردُنَّ، كانَ الكَهَنَةُ حامِلُو صُنْدُوقِ العَهْدِ المُقَدَّسِ أمامَ الشَّعبِ. وَحِينَ أتَى الكَهَنَةُ حامِلُو الصُّنْدُوقِ إلَى نَهْرِ الأُردُنِّ، وَوَضَعُوا أقدامَهُمْ عَلَى ضِفَّةِ النَّهْرِ، وَكانَ النَّهْرُ مُمتَلِئِاً بِالمِياهِ فَوْقَ ضِفافِهِ كُلَّ فَترَةِ الحَصادِ، تَوَقَّفَ الماءُ المُتَدَفِّقُ مِنَ الأعلَى عَلَى الفَوْرِ. فَتَجَمَّعَتِ المِياهُ كَأنَّها وَراءَ سَدٍّ فِي أعلَى مَجْرَى النَّهْرِ فِي أدامَ المَدِينَةِ القَرِيبَةِ مِنْ صَرْتانَ. وَانقَطَعَتِ المِياهُ المُتَدَفِّقَةُ إلَى بَحْرِ العَرَبَةِ تَماماً. حِينَئِذٍ، عَبَرَ الشَّعبُ نَهْرَ الأُردُنِّ مُقابِلَ أرِيحا. وَالكَهَنَةُ حامِلُو صُنْدُوقِ عَهْدِ اللهِ المُقَدَّسِ وَقَفُوا ثابِتِينَ عَلَى أرْضٍ جافَّةٍ فِي وَسَطِ نَهْرِ الأُردُنِّ، بَينَما كانَ كُلُّ بَنِي إسْرائِيلَ يَعبُرُونَ عَلَى أرْضٍ جافَّةٍ وَيابِسَةٍ، إلَى أنْ عَبَرَ كُلُّ الشَّعبِ نَهْرَ الأُرْدُنِّ.
(يشوع 3: 14 – 17)
تأمّل:
هناك أوقات في حياتك لا يكفي فيها أن تقف بإيمان. فربما يريدك الرّب أن تأخذ خطوة إيمان إلى وسط التحدي الذي تواجهه. وكما فعل كهنة بني اسرائيل، يجب عليك أن تسمح لأطراف أصابعك أن تلامس الماء قبل أن ترى المياه تنشق.
لكن كيف يمكننا أن نحصل على الشجاعة اللازمة للقيام بتلك الخطوة الأولى؟ لقد كان لدى الكهنة إيمان كافٍ للوقوف في وسط مياه نهر الأردن الشديدة الجريان لأنهم كانوا يحملون تابوت العهد. ويمكننا أن نمتلك إيماناً أقوى من هؤلاء لأن الله يسكن فينا! فقدرة الله وقوته هي كل ما نحتاج اليه لتخطي العوائق التي تعترض طريقك.
حينما نواجه عقبات ينبغي علينا تخطّيها بإيمان، يجب أن ندرك أننا لا نستطيع القيام بذلك وحدنا، فكما أنه ينبغي على بني إسرائيل أن يتبعوا الكهنة، فأنت أيضاً بحاجة لمؤمنين آخرين ليكونوا جزءاً من رحلتك لبلوغ أفضل ما أعدّه الله لك. وحينما يفعل الله ذلك فإنه لا يحاول تعليمك فحسب، بل إنه يستخدم أناساً آخرين لأن هذه هي أكثر الطرق فاعلية لسّد احتياجاتك ومساعدة هؤلاء الأشخاص على النمو في الوقت نفسه.
وغالبا ما تأتي إليك تعزية الروح القدس وحضور الله بقوة عظيمة من خلال مشورة وتشجيع إخوتنا وأخواتنا في الرّب.
اضف رد