يا أمّي الكّلية القداسة، كيف يمكن أن اعيش في المآثم، بعد ان حصلت على امًّ بهذا المقدار سامية في القداسة!
وأمي ملتهبةُ بنيران الحبّ الشديد نحو الله، وأنا أحبّ المخلوقات، هي غنيّةُ بالفضائل الجليلة، وأنا فقيرٌ منها بالكامل، نعم يا أمي لم أعد مستحقّاً ان أكون ابناً لك، لأني ظهرت حقاً عديم المعروف، وناكر الجميل، خاصّة بسبب سيرتي الرديئة.
لكنني أكتفي بأن تقبليني أبناً لك، ولكي أحصل على ذلك، أي قبولك إيّاي، فأنا مستعدّ لأن أرفض أملاك العالم بأسره.
نعم إنّي راضٍ بهذا، لكن أتوسّل أليكِ بأن لا تحرميني من أن ادعوكِ امّي، لأنّ هذه التسمية تملأني من البهجة والتعزية، وتجتذبني إلى الخشوع والندامة، وتذكّرني بالالتزام المتوجّب عليّ في أن أحبّك، وتصيرّني أن أوطّد كلّ رجائي في يسوع.
لأنّه حينما يشتملني الخوف لكثرة خطاياي، ويكتنفني الجزع من صرامة الدينونة الإلهيّة الرهيبة، عندما أفتكر بأنك انتِ أميّ، أشعر حالاً بالشجاعة، طارحاً عنّي اليأس بعيداً.
فاسمحي لي اذاً بأن أدعوكِ أمّي الجليلة، أمي المحبوبة منّي جدّاً، هكذا اسميكِ وأريد أن أدعوك دأئماً فأنتِ بعد الله (يسوع) يجب أن تكوني على الدوام رجائي وملجأي وحُبيّ في وادي الدموع هذا، من هنا اَمل أن أموت مسلًّماً نفسي في دقيقة حياتي الأخيرة بين يديك المقدّستين، قائلاً: “يا أمي مريم، يا أمّي عينيني، أسعفيني وارحميني، آمين”.
(للقديس ألفونس دي ليكوري)
اضف رد