إنني لا أريد أن أتركك تبكين وحدك يا أمي المتألمة، بل أقصد أن أرافقك بدموعي.
فأنا أطلب منك اليوم هذه النعمة وهي أن تستمدي لي أن أحفظ على الدوام ذكر آلام سيدنا يسوع المسيح في عقلي وقلبي، وأن أكون حسن العبادة نحو هذه الآلام المقدسة، لكي أصرف الأيام الباقية من حياتي بالبكاء على أوجاعه تعالى بالجسد وأوجاعك.
فأنا أرجو من هذه الآلام العتيدة أن تمنحني، في ساعة موتي، طمأنينة وقوة لكي لا أقطع رجائي عند ساعة تأمّلي بكثرة الإهانة التي أغظتُ بها سيدي، وتهبني غفران خطاياي ونعمة الثبات في البر والحياة الأبدية التي أرجو أن أبلغ إليها. وهناك أفرح معك وأسبِّح مراحم إلهي الغير المتناهية. لا تأنفني يا سيدتي من أنك تقبليني بالقرب منك لأبكي معك، لأن الصواب يقضي أن أبكي أكثر منك، لأني أغظت إلهي مرات عديدة.
فيا أم الرحمة، أنا أرجو غفران خطاياي أولاً باستحقاقات موت مخلصي يسوع المسيح، وبعد ذلك باستحقاقات أحزانك التي تكبدتها حين آلامه. ومعاً أرجو نوال خلاصي الأبدي في السماء. آمين.
يا مرآة الطهارة، سيدتي. أنا الخاطئ التعيس، قد أهنتُ إلهي وأغظتك بإثلامي ختم العفة. فلا يوجد دواء آخر سوى أن أقدم ذاتي أسيراً لك. فها أنا اليوم أكرس نفسي عبداً لك، فاقبلي هذا العاصي المتمرد ولا تعرضي عنه مستكرهة منه. آمين.
اضف رد