الرّب يسوع أسس فيه سرّي القربان والكهنوت.
في عشائه الفصحي الأخير الذي بدأ معه الفصح الجديد…
أقام قداسه التأسيسيّ، فحول خبز المائدة الى جسده، والخمر الى دمه، وقال: “خذوا كلوا منه كلكم، هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”، وقال: “خذوا اشربوا منها كلكم: هذه هي كأس دمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا”.
إشارات ورموز خميس الأسرار:
خميس الأسرار: مساء الخميس المقدس كان يعيّد يسوع مع الأثني عشر الفصح بحسب عادة اليهود وفصحهم.
ولكن المفاجأة: بدأ يسوع بلهجة جديدة مبلبلة. تحدث عن خيانه أحد أصحابه. وقدم ذاته ضحية. فلا بحث بعد عن دم الخروف ولا عن خبز الفطير.
هذا هو جسدي ،هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي: ترمز هذه الكلمات إلى الفصح المسيحي وهو العبور من الموت إلى الحياة.
رسم الأفخارسيتا هو قصة عيد مأساوي. يسوع يقدم ذاته فصحاً جديداً عن البشرية، معلناً بأن ذبيحة الصليب لم تتم اعتباطاً وإنما بإرادته يسلم نفسه للصليب (هذا هو جسدي، هذا هو دمي، دم العهد، الذي يسفك من أجلكم ..)
فذبيحة يسوع ترتسم إذاً في امتداد الفصح اليهودي لكنها علامة العهد الجديد لأنها تعلن موت المسيح وقيامته.
اصنعوا هذا لذكري: نحن نحتفل في الأفخارستيا، ويسوع حاضراً ومشاركاً.
نعيد الكلمات التي تلفظ بها هو نفسه ونؤمن بأنه حاضر معنا في كل احتفال.
قال يسوع: (إصنعوا) بصيغة الجمع.
كل مرة تأكلون هذا الخبز وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموت الرب إلى أن يجيء (1 كو11 :26)
في هذه الآية رمز إلى الإنتظار ففي كل ذبيحة إلهية نعلن انتظارنا لمجيء المسيح.
ما هذا الانتظار سوى زمن يعيش فيه المسيحي، لابساً كل يوم رداء خادم الله والبشر، حتى يوم مجيء المعلم.
يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزراً بها: غسل خطاياهم وطهرهم وجعلهم أنقياء وأجلسهم على مائدته.
أحنى رأسه أمام تلاميذه كذليل ،ولكن باتضاعه رفعهم.
قال بطرس لن تغسل رجلي: لم يفهم بطرس ما معنى السلطة وغايتها كيف وهو السيد يغسل الأقدام كالعبد؟
كيف وهو صاحب السلطة يتحول إلى مأمور ضعيف؟
فالسلطة، بالنسبة للمسيح كانت خدمة غايتها بنيان الذات والآخر.
وإذا كانت السلطة تسلطاً واستغلالاً للآخر. فعاقبتها الثورة والموت.
السلطة كما فهمها المسيح يجب الإكثار من استعمالها لأنها ستؤدي حتماً إلى حياة أفضل للذات والآخر.
اضف رد