قال القدّيس يوحنّا بوسكو: “رأيتُ معركةً كبيرةً في البحر: سفينة بطرس، يقودها قداسة البابا، يواكبها سفنٌ صغيرةٌ تأتمر منها، يتوجَّب عليها صدَّ هجوم السُّفن التي تشنّ الحرب ضدّها. هيجان البحر وسرعة الرّياح المُعاكسة يبدوان من مصلحة العدوّ. ولكن، في وسط البحر، رأيتُ عمودَين عاليَين يطفوان أمام سفينة البابا: على العمود الأوّل (وهو أعلى بكثير من العمود الثّاني)، ‘خبز القربان المقدَّس‘ مُدَوَّن عليه: ‘خلاص المؤمنين‘. وعلى العمود الثّاني (وهو أقلّ ارتفاعًا من الأوّل)، تظهر عليه مسبحة وتمثال للعذراء البريئة من الدَّنَس مع لوحة مكتوب عليها: ‘نجدة المسيحيّين‘. لم يكُن لسفينة البابا أيّة وسيلةٍ بشريّة للدّفاع.
وكان يتسرَّب من هذين العمودَين نوع من الرّيح تحمي السّفينة وتُصلِح كلّ الأضرار التي تتعرَّض لها.
المعركة حامية: قداسة البابا يُحاول تجاوز العمودَين وسط ضربات العاصفة الحربيّة. بينما سلاح الأعداء المُعتدين يُدمَّر بشكلٍ كبير، تتحوّل المعركة إلى مجابهة مباشرة بين الأجسام. في المرّة الأولى، جُرِح البابا بجرحٍ خطير ولكنّه شُفيَ. في المرّة الثّانية،… قُتِل وسط ابتهاج العدوّ.
إنتُخِب البابا الجديد فورًا، وتسلَّم قيادة السّفينة ونجح بالوصول إلى العمودَين واستعمل سلسلَتَين لربط السّفينة المُخلَّصة بهما. أمّا مراكب العدوّ الباقية ففرَّت هاربةً وبدأت تتدمَّر واحدة واحدة، ثمّ ساد الهدوء على البحر”.
أحدث هذا الحلم الذّعر لدى أكثر من 500 شاب مجتمعين ككلّ ليلة للإستماع إلى دون بوسكو (في 30 أيّار 1862).
في الصّباح التّالي، شرح دون بوسكو لهم معنى هذا الحلم، وقال: “هناك اضطهادات وآلام خطيرة تنتظر الكنيسة، يبقى وسيلتَين وحيدتَين لخلاصها: ‘مريم مساعِدة المسيحيّين‘ و‘القربان المقدَّس‘”.
اضف رد