اليوم الاول: كلمة الله
“الإصغاء الى كلمة الله برغبة هو علامة اختيار كبرى. إن المنفي الذي يتقصّى الأخبار الآتية من بلده ويستمع اليها بلذة، يظهر عظم حبه لوطنه.
كذلك يمكن القول عن المسيحي الذي يصغي بشوق الى من يكلمه عن الوطن السماوي، ان قلبه موجه إلى السماء”. (مار انطونيوس)
لنصلّ:
يا رب نبتهل إليك، فاجعلنا بشفاعة مار أنطونيوس الملفان الإنجيلي، ورسول الحقيقة: نصغي الى كلمتك من كل قلبنا، ونحفظها بأمانة،
بيسوع المسيح ربنا.
اليوم الثاني: حكمة الصغار
“هم الفقراء والبسطاء والودعاء من عندهم عطش الى كلمة الحياة، وظمأ الى مياه الحكمة. وبالعكس، فالعاتبون الذين يسكرون بكأس الاثم الذهبية، وإلمدعون العلم، ومستشارو العظماء. لا يدعون أحداً، صدّقوني، يبشرهم بالرسالة الإلهية “. (مار أنطونيوس)
لنصلّ:
يا رب، رب السماء والارض، نرفع اليك الشكر، لأنك حجبت اسرار ملكوت السماوات عن عظماء هذا العالم، وحكمائه، وكشفتها
للصغار.
إجعلنا أهلاً لأن نخدمك بأمانة، بيسوع المسيح ربنا.
اليوم الثالث : تعليم المسيح
“لماذا كثيرون لا يصغون طوعاً إلى كلمة المسيح؟ يجب التفتيش عن السبب في كون تعليم الرب لا يستخدم نغم التملق ولا يطري الخطأة، ولا يعد بخيرات ارضية، بل يوبّخ بقسوة، ويعلّم اماتة الجسد واحتقار العالم”.
لنصلّ:
ايها الرب الهنا، اجعلنا، بدافع من كلام قديسيك، نتقبّل نصائحك بنفس طاهرة، ونتحد بك، بقلوب منسحقة، انت الاله الحقيقي وحدك، من يحيا ويملك الى ابد الابدين.
اليوم الرابع : العلم الإلهي
“في العهد القديم، وفي العهد الجديد، يوجد ملء العلم الذي وحده، يكوّن الحكماء. هذه الكلمات تحمينا من المجد الباطل، ومن تجارب العالم، ومن اهواء الجسد … انها المعرفة الفريدة، التي تعلّمنا ان نحب الله، ونحتقر العالم، ونسيطر على اهوائنا”. (مار أنطونيوس)
لنصلّ:
ايها الرب الإله بشفاعة مار أنطونيوس البادوي، حرّرنا من ثقل طبيعتنا، واملأنا من العلم الإلهي، بالمسيح مخلصنا.
اليوم الخامس : عذوبة الله
“عندما تختبر عذوبة الله، تنبت فيك افكار مقدسة. إن البلور، عندما تخترقه اشعة الشمس يعكسها. هكذا المؤمن يشعّ بكلامه ومثاله، فينير القريب”.(مار أنطونيوس)
لنصلّ:
اجعلنا يا رب، ونحن نسير على خطى واعظنا القديس، نكتشف عذوبتك، ونضرم قلوب المؤمنين بك، بحياة متألقة بحضورك. نسألك ذلك بابنك يسوع المسيح الذي يحيا ويملك معك بوحدة الروح القدس، الى ابد الابدين.
اليوم السادس : الحياة المسيحية
“من يعلن بحياته ما يعبّر عنه بأقواله، يتكلم جيداً. من يوزع بامانة خبز كلمة الله، ولا يخفي شهادة الحقيقة، يكون مباركاً الآن وعلى الدوام. قال المسيح:
“أنا الحقيقة”. فمن يكرز بالحقيقة يعلن المسيح. ومن يصمت عن قولها، ينكر المسيح “. (مار أنطونيوس).
لنصلّ:
يا رب، انك توزع علينا خبز كلمتك بواسطة خدامك. اجعلنا نقتبلها بقلب طاهر، ونعلنها للعالم على شرفك، ايها الاب لخلاص اخوتنا. انت الذي يحيا ويملك الى ابد الابدين.
اليوم السابع : المسيح الصبور
“التأمل بالمسيح الصبور وتذكّر آلامه يجعلاننا غير متأثرين بأفراح هذه الأرض، وأشواقها… إذا نظرت بعين الايمان الى الله المتألم على الصليب، والمثقوب بالمسامير. والمسقى خلاً ومراً، عندئذ، يفقد كل شيء هنا على الأرض سحره بالنسبة إلي. واشعر شعوراً حيّاً بأنني لست شيئاً “. (مار أنطونيوس).
لنصلّ:
ايها الرب يسوع المائت والمنبعث لأجلنا، إجعلنا ندخل في سرّك ونتخلى عن كل شيء، بعيشنا تخليك على الصليب، لنشارك في فرح قيامتك انت الذي يحيا و ويملك الى ابد الابدين.
اليوم الثامن : قيمة الوقت
منحك الرب وقتآ لتحقق خلاصك. هذا الوقت المسلّم اليك، لقد تملكته سيأتي يوم يسترجع فيه الرب منك كل ما اخذته منه. لا تخسر الوقت الذي اوكله إليك، صلاح الرب، كي تنال الغفران، وتكتسب النعمة وتمارس التوبة، فتستحق المجد”. (مار أنطونيوس).
لنصلّ:
ايها الإله، لقد أعطيتنا بمنّة منك، ان نعيش هذه السنوات. إجعلنا نحياها بنشاط ونملأ هذا الوقت بأمور تدوم الى الأبد: بيسوع المسيح ربنا.
اليوم التاسع : الالتزام التقشفي
“علينا ان نهتم بنفسنا لئلا يتحقق فينا قول سليمان : “مررت بحقل الكسلان فكان العوسج يغطيه “. حيث الكسل، هناك تنبت الأشواك. علينا ان نزرع في نفسنا كلام الله، نزرعه مع اشجار الفضيلة، فنجعلها مخضرة كالراعي – الشوق الى الحياة الأبدية- ونجملها بالزهور المتنوّعة، أمثلة القديسين”. (مار أنطونيوس).
لنصلّ:
يا رب بشفاعة خادمك الأمين، قديس بادوفا، امنحنا ان نجعل كلام الله مثمراً فينا. وان نملأ حياتنا بالأعمال الصالحة، انت الذي يحيا ويملك مع المسيح في وحدة الروح القدس، الاله الى اجيال لا تنتهي.
اليوم العاشر: حياة النعمة
“النفس الامينة تريد ان يدعى “نعمة” كل عمل من اعمالها. لان العمل الصالح هو عطية من النعمة، والنفس ترغب في ان تحفظه مع تلك. بينما ميولنا السيئة وعواطفنا غير المرتبة، لا تريد ان يكون كل عمل من اعمالنا “نعمة”، بل كبرياءً، ودنساً، ومصلحةً … فليكن عملنا مرضياً، ومملوءًا نعمة وعائداً دائماً الى فضل الذي اعطانا اياه “. (مار أنطونيوس)
لنصلّ:
ايها الرب الهنا، نسألك بشفاعة القديس أنطونيوس، ان تجعل عملنا ثمرة لنعمتك وعلامة لحبك بيسوع المسيح مخلصنا.
اليوم الحادي عشر: تسليم الذات
“اذا كنت تريد ان تتبع المسيح وتبلغ إليه، عليك ان تسلّمه ذاتك. ما معنى تسليم الذات ؟ أن لا نثق بذواتنا، ونحن مقتنعون من عدم كفاءتنا. ان نحتقر ذواتنا كخلائق مزعجة وحقيرة. ان لا نزيد من قدرنا، بل ان نرى ذاتنا كما نحن، وان نبقى دائماً صغاراً، مسلمين انفسنا كلّياً الى الله.” (مار انطونيوس).
لنصلّ:
بتشجيع من كلام القديسين، نسألك يا رب ان نعيش متناسين ذواتنا، ومتذكرينك انت وحدك،يا من يحيا ويملك الان والى الابد.
اليوم الثاني عشر: بستان النعيم
“البستان ينتج في كل فصل شيئاً ما. بينما باقي الأراضي لا تغلّ عادة الا مرّة واحدة في السنة. فالبستان لا يخلو ابداً من الثمر. هكذا نفس البار، تغلّ باستمرار، ولا ترى ابداً بدون ثمر. “الحبيب” ابن الله، المشع بالنعمة، ينزل اليه ويرتاح في نقاوته “. (مار أنطونيوس)
لنصلّ :
ايها اله الكلّي القدرة، انك تهيّء لك مسكناً لائقاً في قلب مؤمنيك، تنازل وهيّء روحنا لاستقبالك.
اليوم الثالث عشر: اورشليم السماوية
“يجب ألا نتلفت يمنة أو يسرة، بل ان نسير باستقامة في الطريق الملكي.
لا تنظر الى حياة هذا او ذاك، ولا إلى تصرّفاته، لأنك إن حوّلت نظرك إلى غير الله. او إلى ذاتك، عرّضت نفسك للهلاك.
لا تتلّفت، بل حدّق إلى اورشليم السماوية، التي تسير نحوها. إحفظ في قلبك هذا الرجاء، تكن دائماً صديق الله”. (مار انطونيوس)
لنصلّ:
ايها الرب الإله الكلي القدرة، لقد خلقتنا لك، ويبقى قلبنا قلقاً إن لم يسترح فيك. امنحنا، نحن اولادك، ان نسير بحماس نحو الوطن
السماوي، بالمسيح ربنا.
اضف رد