اليوم الحادي والعشرون (تأمل في ان محبة قلب يسوع تكمل بمحبة الصليب):
يفزع الأنسان من كلمة الصليب، والصليب لابد منه في هذه الحياة إذ بدونه لا يمكننا ان نكون تلاميذ المسيح (لو 14 : 27).
عرف القديسون منفعة الصليب فأحبوه وتاقو اليه، كالقديس اندراوس الرسول، فإنه لما رأى الصليب المعد لعذابه وموته صرخ متهللاً: يا صليباً محبوباً لكم تقتُ اليك.
يا صليباً قد طلبتُكَ بلا ملل، وها قد أعددت الآن طبقاً لرغبتي.
إني احييك بالسلام وهتف مثله القديس بولس الرسول: ((أمتلأتُ عزاءاً وأزددتُ فرحاً جداً بجميع شدائدي)) (2 قور 7 : 4).
وصرحت القديسة تريزيا الكرملية بمحبتها للصليب بقولها المشهور وهو: ((أما التألم وأما الموت)).
ومثلها القديس يوحنا الصليبي (اسبانيا 1670 – 1734) فلم يطلب ولم يرد بعد محبة يسوع غير محبة صليبه لا غير.
فمن أين للقديسين هذه المحبة للصليب، خلافاً لنا نحن الذين نهرب منه ولا نقبله إلا كرهاً وغصباً، نظير سمعان القيرواني.
إن القديسين استقوا محبتهم للصليب من قلب يسوع الأقدس نفسه الذي أحب الصليب في حياته كلها ومات عليه شهيد حبه له، ولذا لما ظهر لأمته القديسة مرغريتا مريم كان فوق قلبه صليب للاشارة الى شديد حبه له فإنه قد فضله على طيبات الدنيا ومسراتها، كما شهد لنا بذلك القديس بولس الرسول فقال: ((ان المسيح قد أحبنا وتخلى عما عُرض عليه من هناء وتحمل الصليب مستخفاً بالعار)) (عبر 12 : 2).
ومن أجل ذلك يجب علينا نحن تلاميذه ان نحب الصليب كما أحبه هو لأنه لا يليق برأس مكلل بالشوك ان تكون اعضاؤه في جنة ونعيم. وعلى هذا تقول لنا القديسة مرغريتا مريم: ((من اراد ان يحب اللله من دون ان يحب التألم ايضاً ضل في ارادته هذه فلا يملُك الحب الصادق الا في التألم. فلنحب اذن قلب معلمنا الصالح المحبوب بكل قوتنا ولنحب حباً له جميع صلباننا اليومية من حر وبرد وجوع وعطش وتعب ومرض وغير ذلك)).
خبر:
ترهبَ رجل من ذوي الحسب والنسب في أحد أديرة القديس فرنسيس.
ولما لم يجد في الرهبانية تلك الملذات والرفاهية التي تركها، عزم على الرجوع الى العالم.
فاشتدت فيه المحنة حتى انه لم يوقفه شيء عن اجراء عزمه.
ولكن عند مفارقته الدير رأى صليباً، فجثا أمامه ملتمساً مراحم فادي البشر. فيا لعظم رأفة قلب يسوع ويا لغزارة جودته الألهية، فإن ذلك الرجل لم يكن قد انتهى من الصلاة، اختطفَ من ساعته وظهر له السيد المسيح ووالدته الطوباوية وسألاه عن سبب خروجه من الدير.
فأجاب: أنه إذ كان معتاداً عيشة رفاهية، لا يمكنه احتمال شدة قوانين الرهبانية. فعند ذلك أراه المخلص جرح جنبه وعزاهُ قائلا:
هات يدك يا ابني وضعها في جنبي والطخها بدم جروحي فيسهل عليك ويلذ لك كل شيء تراه صعباً. فأطاع ذلك المبتديء أمر مولاهُ . ولما كانت تداهمهُ التجارب وتلم به الشدائد كان يتذكر آلام أبن الله الحبيب فتتحول حالاً الى عذوبة ولذة مقدسة.
إكرام:
اذا قدم لك يسوع مخلصك صليباً في محنك واوجاعكَ فاقبله بسرور واحمله صابراً حباً ليسوع الذي مات على الصليب حباً لك.
نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):
سلام عليكَ ايها الصليب رجائي الوحيد.
اضف رد