تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم التاسع عشر

محبة يسوع لا تكون بدون محبة القريب

اليوم التاسع عشر (تأمل في ان محبة يسوع لا تكون بدون محبة القريب والأحسان إليه):

ان شئنا ان نرى في حياتنا الأيام الصالحة التي تعدنا بها عبادة قلب يسوع الأقدس لا يكفي ان نحيد عن الشر باجتنابنا الخطيئة ، بل يجب علينا علاوة على ذلك ان نصنع الخير ونحسن الى قريبنا الذي جعله الله بمنزلة نفسه فقال لنا: ((ان ما تفعلونه بأحد إخوتي الصغار فبيّ تفعلونه)) (متى 25 : 40).
وجعل محبة القريب بعد محبته بل جعلها شبيهة بمحبته فقال لمعلم الشريعة الذي سأله عن أعظم الوصايا: ((ان الوصية الأولى العظيمة هي ان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك، والثانية تشبهها وهي ان تحب قريبك مثل نفسك. في هاتين الوصيتين سائر الناموس والأنبياء معلقون))  (متى 22 : 37 – 40).
فلم يكتف ربنا يسوع بأن يحبنا بل أوصانا ايضاً بأن يحب أحدنا الآخر كما أحبنا هو (يو 15 : 12). 
فمن أراد أن يحب الله من دون ان يحب قريبه، فقد طلب المستحيل وكانت محبته لله كاذبة، لأن محبة القريب لا تنفصل عن محبة الله كما لا يمكننا ان نفصل النفس عن الجسد إلا بالموت.
وهذا ما صرح به القديس يوحنا الرسول بقوله لنا: ((ان قال قائل اني احب الله وهو يبغض اخاهُ فهو كاذب. ولنا هذه الوصية منه تعالى المحبة، ان يكون المحب لله محباً لأخيه أيضاً))  (1 يو 4 : 20 – 21).
فالعبادة لقلب يسوع الأقدس لا تكون صادقة ان لم نبلغ فيها الى محبة قريبنا تلك التي هي ركن الحياة المسيحية، لأن القلب الذي نعبده قد أحب جميع الناس على السواء وبذل نفسه عن كل انسان ولا يزال يشرق شمسه على كل الأخيار والأشرار ويمطر على الصديقينّ والظالمين (متى 5 : 45).
فعلينا ان نقتدي به بكل جهدنا لنكون تلاميذ محقين له: ((بهذا يعرف كل احد أنكم تلاميذي ان كان فيكم حب بعضكم لبغض)) (يو 13 : 35)، ولذا أعلم قلب يسوع الأقدس ذات مرة أمته القديسة مرغريتا مريم انه يعاقب في المطهر عقاباً شديداً أخف هفوة مخالفة لمحبة القريب.
وكانت هذه القديسة توصي كثيراً تلميذاتها بمحبة القريب ومن جملة ما قالت لهن: ((يا ليت علمتن كم يغتاظ القلب الأقدس من مخالفتكن لمحبة القريب ، فأنكن تمنعنهُ بهذه المخالفة ان يفيض عليكن نعمه بغزارة أعظم)).

خبر:

جاء في حياة القديس مارتن الجندي الباسل انه أراد ذات شتاء قارس ان يعود الى مدينة أميان عاصمة بيكاردية في القرن الرابع، فلم يكن لباسه هو غير رداء واسع مختص برتبته العسكرية، وربما كان قد اعطى الفقراء بقية ثيابه.
فلما وصل الى باب المدينة شاهدَ فقيراً عرياناً وسمعهُ يستغيث بالمارين دون ان يلتفت احد اليه.
فأفتكر إذ ذاك الجندي المملوء قلبه حباً لله وللقريب بأن إغاثة هذا المسكين مُعدة له.
وقد شاء الله ان يمتحن بها فضيلة عبده ويُظهر للملا درجة محبتهِ للإنسان المتألم.
فلم يكن لمارتن غير الرداء المار ذكرهُ وهو لا يكاد يكفي لأثنين غير انه لم يتردد في عزمهِ فأستل سيفهُ وقطع رداءهِ شطرين، أعطى الشطر الواحد للفقير وأبقى لهُ الشطر الثاني وإذ لم يكن كافياً ليستر جميع اعضاءهِ ، قرسهً البرد وألمه في أطرافهِ المعراة.
فجعل الناس يستهزئون بهِ لقصر رداءهِ ولا يغطي جمسهُ كما يجب.
لكن مارتن الذي لم يكن يكترث للمدح ولا للقدح، ترك الناس وشأنهم ودخل بيتهِ وباتَ فيهِ ليلتهِ.
وفي ليلتهِ ترأى له الرب يسوع في الحلم وهو لابس قطعة الرداء التي أعطاها للفقير المجهول وقال لهُ:  أنظر إلى هذا الرداء فأنهُ رداؤكَ الذي اعطيتني إياه أمس، ثم إلتفتَ نحو الملائكة المحدقين بهِ وقالَ لهم: إن مارتن الجندي هو الذي كساني بهذا الرداء.
وأشارَ بكلامهِ هذا إلى قولهِ: ((إن كل ما تفعلونه بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فبي تفعلونه)). (متى 25 : 4).

إكرام:

ما تحب ان يصنعهُ الناس بك، إصنعهُ انت بهم فتكمل وصية المحبة.

نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

يا قلبَ يسوع أتون المحبة إشعل قلبنا بنار محبتك ومحبة القريب.

Comments

comments

  • حياة القديس مارتن دي بورس

    حياة القديس مارتن دي بورس

     

    ولد مارتن عام 1579م في ليما عاصمة ﺑﻴﺮﻭ لأب إسباني نبيل وأم ﻋﺒﺪﺓ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.
    بعد ميلاد شقيقته التي كانت تصغره بعامين تخلى الأب عنهما، وعملت الأم أعمال بسيطة لتنفق عليهما.
    وبعد عامين من التعليم الأساسي تم تحويل مارتن لتعلم أعمال التمريض حيث كان هذا هو التعليم الوحيد المتاح للسود إذ كان محظور عليهم استكمال تعليم عال.
    تربى مارتن في فقر شديد لكنه تعلم الإيمان في بيت أمه، كان يعمل في النهار ويسهر للصلاة في الليل.

    في سن 15 أراد مارتن الإلتحاق برهبنة الدومنيكان ليصير راهبا وكاهنا.
    ولكن بحسب القوانين في دولة بيرو المحتلة من إسبانيا كان ممنوعا على الأفارقة والهنود ومختلطي العرق الترهب من الدرجة الأولى أو الكهنوت، فطلب مارتن أن يكون أخ مكرس من الدرجة الثالثة المسماة درجة الوردية المقدسة. وهي درجة تكريس أقل من الرهبنة، ويسند لأصحابها الأعمال الإدارية والخدمية مع دراسة الكتاب المقدس واللاهوت.

    فإضطرت الرهبنة لقبوله كخادم فقط دون أن تعطيه درجة مكرس، فتقبل مارتن دي بورس الأحكام والقوانين العنصرية بتواضع حبا ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ودون أن يحاول الإستناد لنسب أبيه، كما لم يرتدي زي تكريس الدرجة الثالثة إلا في سن 24 بعد اشتهار حسن سيرته واتضاعه وإلتزامه بالتكريس برغم عدم قبول تكرسه رسميا!

    إلتزم الأخ مارتن الفقر والطاعة والعفة وتجرد عن كل زينة وصام عن اللحوم، كما كان يتبنى أقل الأعمال ﻗﻴﻤﺔ حتى يكسر كبرياءه بعد إرتداء زي ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﺲ، إذ إلتزم بأعمال النظافة للمكان الذي تولاه كما كان وهو ﺧﺎﺩﻡ، وخدمة المسنين بكل قلبه.
    كما أنشأ دار ﻟﻸﻳﺘﺎﻡ تولاها بنفس الرعاية. إشتهر بالـرحــمــة وشهد أكثر من شخص معجزات إرتفاعه عن الأرض أثناء ﺍﻟﺼﻼﺓ، وكذلك بالسياحة (أي التواجد بمكانين ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﻳﻦ في نفس الوقت). والدخول من أبواب ﻣﻐﻠﻘﺔ.
    كما اشتهر بمعرفة معجزية رغم دراسته المحدودة بالنسبة لأقرانه من الرهبان والمكرسين. وأيضا اشتهر بقدرته على التواصل مع الحيوانات وفهمها، إذ كان يرعاها ويرحمها أيضا.
    إلى جانب معجزات شفاء كثيرة تمت في الحال لمرضى كان يخدمهم.
    يذكر أنه كان مأخوذا بعبادة القربان الأقدس لدرجة أنه وفيما كان رﺍكعا أمامه على إحدى درجات سلم ﺍﻟﻤﺬﺑﺢ إشتعلت حوله النار ودخل كل من كانوا ﻭﺭﺍءﻩ في حالة ذعر وفوضى فيما لم يكن هو واعيا لما يحدث.
    كما يحكى عن رحمته أنه عندما امتلأت الأسرة بالمسنين في الدار، بينما وجد فقيرا مسنا يتسول وهو شبه عاري، أخذه مارتن وأعطاه فراشه الخاص، وعندما ﻻﻣﻪ أحد الإخوة لأن الرجل لم يكون نظيفا لينام في فراشه حتى الصباح، أجاب دي بورس : “الرحمة أفضل من النظافة”.

    أشهر معجزاته إبهارا ﻛﺎﻥ عندما ضرب الوباء ليما وأصاب 60 من الرهبان المبتدئين، فتم إغلاق باب ﻳﻔﺼﻞ دير الإبتداء عن دير الرهبان الأقدم حتى لا تنتشر العدوى وكان بين دير المكرسين القدماء مارتن دي بورس، الذي أراد أن يتمكن من خدمتهم، بل ونقلهم إلى دير الرهبان الأقدم لإتساعه ووجود وسائل تدفئة فيه. ونقل عدد منهم بالفعل من خلال إنتقاله بين الديرين والباب بينهما مفلق ومفتاحه ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ مع مدبر الدير.

    توفي مارتن دي بورس عن عمر 59 قضى معظمها في خدمة المسنين والرحمة بكل من حوله. فإعتبر رداءه التكريسي وسيلة للتبرك، واعتبره معاصريه قديس قبل رفع دعوى تطويبه من كثرة النعم والمراحم السماوية التي تمت بشفاعته.

    وتعيد له الكنيسة في ذكرى إنتقاله 3 نوفمبر، وتضعه كشفيع للهجناء (مختلطي العرق) ومن يعانون العنصرية.

    بركة شفاعته وشهادة حياته فلتكن معنا. آمين.

    Comments

    comments

  • محبة يسوع لا تكون بدون محبة القريب

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم التاسع عشر

    اليوم التاسع عشر (تأمل في ان محبة يسوع لا تكون بدون محبة القريب والأحسان إليه):

    ان شئنا ان نرى في حياتنا الأيام الصالحة التي تعدنا بها عبادة قلب يسوع الأقدس لا يكفي ان نحيد عن الشر باجتنابنا الخطيئة ، بل يجب علينا علاوة على ذلك ان نصنع الخير ونحسن الى قريبنا الذي جعله الله بمنزلة نفسه فقال لنا: ((ان ما تفعلونه بأحد إخوتي الصغار فبيّ تفعلونه)) (متى 25 : 40).
    وجعل محبة القريب بعد محبته بل جعلها شبيهة بمحبته فقال لمعلم الشريعة الذي سأله عن أعظم الوصايا: ((ان الوصية الأولى العظيمة هي ان تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك، والثانية تشبهها وهي ان تحب قريبك مثل نفسك. في هاتين الوصيتين سائر الناموس والأنبياء معلقون))  (متى 22 : 37 – 40).
    فلم يكتف ربنا يسوع بأن يحبنا بل أوصانا ايضاً بأن يحب أحدنا الآخر كما أحبنا هو (يو 15 : 12). 
    فمن أراد أن يحب الله من دون ان يحب قريبه، فقد طلب المستحيل وكانت محبته لله كاذبة، لأن محبة القريب لا تنفصل عن محبة الله كما لا يمكننا ان نفصل النفس عن الجسد إلا بالموت.
    وهذا ما صرح به القديس يوحنا الرسول بقوله لنا: ((ان قال قائل اني احب الله وهو يبغض اخاهُ فهو كاذب. ولنا هذه الوصية منه تعالى المحبة، ان يكون المحب لله محباً لأخيه أيضاً))  (1 يو 4 : 20 – 21).
    فالعبادة لقلب يسوع الأقدس لا تكون صادقة ان لم نبلغ فيها الى محبة قريبنا تلك التي هي ركن الحياة المسيحية، لأن القلب الذي نعبده قد أحب جميع الناس على السواء وبذل نفسه عن كل انسان ولا يزال يشرق شمسه على كل الأخيار والأشرار ويمطر على الصديقينّ والظالمين (متى 5 : 45).
    فعلينا ان نقتدي به بكل جهدنا لنكون تلاميذ محقين له: ((بهذا يعرف كل احد أنكم تلاميذي ان كان فيكم حب بعضكم لبغض)) (يو 13 : 35)، ولذا أعلم قلب يسوع الأقدس ذات مرة أمته القديسة مرغريتا مريم انه يعاقب في المطهر عقاباً شديداً أخف هفوة مخالفة لمحبة القريب.
    وكانت هذه القديسة توصي كثيراً تلميذاتها بمحبة القريب ومن جملة ما قالت لهن: ((يا ليت علمتن كم يغتاظ القلب الأقدس من مخالفتكن لمحبة القريب ، فأنكن تمنعنهُ بهذه المخالفة ان يفيض عليكن نعمه بغزارة أعظم)).

    خبر:

    جاء في حياة القديس مارتن الجندي الباسل انه أراد ذات شتاء قارس ان يعود الى مدينة أميان عاصمة بيكاردية في القرن الرابع، فلم يكن لباسه هو غير رداء واسع مختص برتبته العسكرية، وربما كان قد اعطى الفقراء بقية ثيابه.
    فلما وصل الى باب المدينة شاهدَ فقيراً عرياناً وسمعهُ يستغيث بالمارين دون ان يلتفت احد اليه.
    فأفتكر إذ ذاك الجندي المملوء قلبه حباً لله وللقريب بأن إغاثة هذا المسكين مُعدة له.
    وقد شاء الله ان يمتحن بها فضيلة عبده ويُظهر للملا درجة محبتهِ للإنسان المتألم.
    فلم يكن لمارتن غير الرداء المار ذكرهُ وهو لا يكاد يكفي لأثنين غير انه لم يتردد في عزمهِ فأستل سيفهُ وقطع رداءهِ شطرين، أعطى الشطر الواحد للفقير وأبقى لهُ الشطر الثاني وإذ لم يكن كافياً ليستر جميع اعضاءهِ ، قرسهً البرد وألمه في أطرافهِ المعراة.
    فجعل الناس يستهزئون بهِ لقصر رداءهِ ولا يغطي جمسهُ كما يجب.
    لكن مارتن الذي لم يكن يكترث للمدح ولا للقدح، ترك الناس وشأنهم ودخل بيتهِ وباتَ فيهِ ليلتهِ.
    وفي ليلتهِ ترأى له الرب يسوع في الحلم وهو لابس قطعة الرداء التي أعطاها للفقير المجهول وقال لهُ:  أنظر إلى هذا الرداء فأنهُ رداؤكَ الذي اعطيتني إياه أمس، ثم إلتفتَ نحو الملائكة المحدقين بهِ وقالَ لهم: إن مارتن الجندي هو الذي كساني بهذا الرداء.
    وأشارَ بكلامهِ هذا إلى قولهِ: ((إن كل ما تفعلونه بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فبي تفعلونه)). (متى 25 : 4).

    إكرام:

    ما تحب ان يصنعهُ الناس بك، إصنعهُ انت بهم فتكمل وصية المحبة.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلبَ يسوع أتون المحبة إشعل قلبنا بنار محبتك ومحبة القريب.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر)

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثلاثون

    اليوم 30 (تأمل في ما يطلبه قلب يسوع الأقدس من البشر):

    إن يسوع المسيح منحنا نفسه وسلمنا اياها التسليم، أما قاله الأقدس فهو مصدر هباته ومبدأ نعمه وإحساناته.
    فما الذي يطلبه عوضاً عن ذلك ؟ انه يطلب شيئاً واحداً لا غير وهو انه يلتمس قلوبنا لأنها تخصه، يطلب قلبا بدل قلب. فقد سأل الرب يوماً القديسة مارغريتا قائلآ لها: (ماذا تطلبين يا ابنتي؟)
    قالت: (ان ما أشتهيه واتمناه يا مولاي هو قلبك الأقدس وهو حسبي).
    حينئذ قال لها المخلص الحبيب: (انما أنا أيضاً اطلب قلبك ).
    وهذا ما يقوله لنا اليوم ايضا قلب يسوع الأقدس.
    فيا للعجب ان قلب يسوع ينبوع جميع الخيرات لا يبرح جادا لطلب الإنسان ولايمل من التفتيس عليه ناشدآ اياه لذاته كأنه لا يمكنه ان يستغني عنه.
    فما الذي يطلب قلبه، لا غير، ويناجيه قائلاً: يا بني أعطني قلبك، أرجع اليمن كل قلبك، يا اروشليم طهري قلبك، وأمحي أدران ادناسك، وأحبي الرب من كل قلبك. ترى هل يحتاج قلب يسوع إلى شيء؟ واذا احتاج لشيء أيستطيع قلب الأنسان ان يسد عوزه؟ فما هي الكنوز التي هي في هذه القطعة الصغيرة حتى انه يغار عليها؟ فما يغار عليها إلا لأن القلب هو اول جميع الهبات وهو الذي يجعلها مقبولة.
    على ان يسوع لا يعتبر ما يقدم اليه بموجب حركات القلب وعوطفه.
    الا فأسمعو يا بني البشر وأعملوا ان يسوع يطلب قلوبكم ومن المحال ان لاتميل قلوبكم الى المحبة، لأنه لا حياة لها الا بالمحبة، ولا تستطيع ان تحب من دون تبيع ذاتها او تمنحها هبة.
    فأن أردت يا هذا ان تهب قلبك فمن يستحقه غير الذي خلقه؟ ان العالم يطلب قلبك ليجعله جهنم، أما قلب يسوع فيطلبه ليجعله نعيماً.

    خبر:

    ان أعظم آفة لمحبة يسوع المسيح هي ملاهي العالم وأباطيله.
    جاء عن القديسة تريزية الكرملية انها كانت منذ نعومة اضافرها مثالآ في الفضيلة والتقوى، بذل أبواها قصارى مجهودهم ليحسنا تربيتها ويجعلاها تحيا الله،فحققت أمانيها بتقدمها السريع في الكمال المسيحي وفي حب الله. ولكنها لما بلغت الثانية عشرة من عمرها فقدت والدتها الورعة وبدأت تسلك خلاف سلوكها الأول، فأحبت قراءة الروايات الخيالية، فضعف فيها للوقت حب الله وأشتد في قلبها حب العالم وجعلها ترغب في الزهو والعجب وتطلب مصاحبة الناس ومديحهم ومشابهتهم في الملابس والزينات والملاهي، واوشكت في عيشتها هذه ان تنتهي الى هاوية الهلاك لو لم يترأف الله عليها ويعيدها اليه نت تيه الأباطيل وطريق الشر، فكان مثالها خير شاهد على الأضرار الجسيمة اللاحقة بالنفوس التي تقدم محبة العالم وأباطيله على محبة يسوع المسح وصليبه.

    إكرام:

    افحص ضميرك لتعرف العادة المتسلطة عليك بالأكثر واقصد منذ استيقاظك. صباحآ ان تسهر على تلك النقيصة لتجتنب وقوعك فيها.

    نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً):

    ياقلب يسوع الأقدس اعطيك قلبي.

     

    Comments

    comments

  • الشكر لقلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم التاسع والعشرون

    اليوم التاسع والعشرون ( تأمل في وجوب الشكر لقلب يسوع الأقدس):

    إن احسانات الله الينا هي اعظم من ان تدرك واكثر من ان تحصى، اذا قسناها برمل البحر او نجوم السماء كانت اكثر عدداً وأعظم شأنا منها، وقد تجلت احسانات الله الينا في اربعة اعمال خاصة وهي: الخلقة، سر التجسد، سر الفداء وسر القربان المقدس.
    ففي الخلقة أخرجنا الله من العدم وأرانا نور الحياة وأعد لنا في أنواع الحيوان والنبات والجماد كل ما يحتاج إليه جسدنا من طعام وشراب وكسوة.
    وفي سر التجسد  أخلى ذاته لأجلنا وصار انسانا مثلنا وجاء في طلبنا وهدايتنا الى الطريق الحق الذي ضللنا عنه.
    وفي سر الفداء وفي عن خطايانا وتألم ومات على الصليب وبذل نفسه دوننا وسكن غضب الله ابيه علينا ونجانا من عذاب الجحيم ومن الهلاك الأبدي الذي استحققناه بذوبنا ومآثمنا. وفي سر القربان المقدس اعطانا جسده ماكلاً حقاً ودمه مشرباً حقاً لنحيا به حياة مسيحية مقدسة الهية ويكون لنا عربون المجد الأبدي فمن الذي أحسن الينا مثل هذه الإحسانات الجلية؟
    ومع ذلك لا يرى قلب يسوع الأقدس من يشكره على هذه الإحسانات، ولا يلاقي من اغلب المسيحيين الذين أحسن اليهم سوى برودة في محبته وانواع الإهانات التي جعلته يتشكى منها قائلآ لأمته القديسة مرغريتا مريم: (ها هي ذي الحالة التي تركني فيها شعبي المختار فإني أعددتهم ليسكنوا عدلي أما هم فقد اضطهدوني سرآ وعلانية وقابلوا شدة حبي لهم بأنواع الإهانات).
    وقال لها ايضاً: (ها هو ذا القلب الذي أحب البشر كل الحب حتى انه أفنى ذاته دلالة على شديد حبه لهم ولا ألاقي عوض الشكران سوى الكفران والإحتقار والإهانات والنفاق والبرودة نحو سر محبته. وفي الحقيقة كم من المسيحين يتناولون القربان المقدس ببرودة فلا يقضون بعد تناولهم بعض دقائق في الكنيسة ليشكروا الرب يسوع على تناوله ومجيئه إليهم ليلح فسادهم ويشركهم في حياته الألهيه. فكأن التناول ليس لديهم عطية تشكر وهو أعظم العطايا فلنكن إذن من الشاكرين لقلب يسوع الأقدس).

    خبر:

    جاء عن القديس فرنسيس سالس (فرنسا 1567 – 1622 ) الذي صارع الملائكة في محبته ووداعته انه لاقى ذات يوم رجلاً كان يبغضه بغضاً شديداً لداعي الحسد ولا يفتأ يهينه ويشتمه حيثما وجده، فاقترب منه القديىس وأمسكه بيده وقال له بمحبة: (اني عالم بأنك عدوي وتبغضني بغضآ شديدآ. ولكن تحقق انك وان قلعت احدى عيني فلا أزال أعاينك في العين الأخرى معاينة الأحباء).
    غير ان جميع المعاملات الودية التي ابداها القديس نحو عدوه لم تلين فيه وبغضته حتى تجاسر ذات يوم وأطلق على رئيسه البار عبار نار طالبآ قتله فاصاب الرصاص كاهنآ أخر وصرعته للوقت مائتاً. فحكم على القاتل بالسجن ثم بالأعدام. فأراد القديس فرنسيس ان يدافع عن عدوه وقاتل كاهنه ويبرره، وأمكنه بدالته على الملك ان يأخذ من جلالته صك العفو عن القاتل. فذهب هو نفسه بهذا الصك إلى السجن ليبشر المجرم بعفو الملك عنه ويحمله بهذا الأحسان الجزيل على الرجوع عن بغضته وعداوته، غير ان هذا التعس الحظ لما شاهد الحبر القديس داخلآ إليه بصك الغفران، بصق في وجهه وبالغ في شتمه ومسبته كعادته.
    فتعجب إذ ذاك القديس من قساوة هذا الرجل وقال له: (إعلم إني خلصتك من يد العدالة البشرية ولكنك إذا اصررت على عداوتك ولم تتب ستقع في يد العدالة الإلهية التي لن يستطيع احدآ ان يخلصك منها).

     إكرام:

    لا تدع يوما يمضي من دون ان تتذكر عظم إحساناته تعالى اليك فتشكره على انه خلقك وحفظك في الحياة ودعاك إلى الدين الصحيح ورباك تريبة مسيحية ومنحك أسراره الإلهية وأسبغ عليك نعمه الخصوصية وأولاك نعما تهديك إلى الخلاص.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    ياقلب يسوع الأقدس اني اشكرك على جميع إحساناتك إلي.

     

    Comments

    comments

  • تأمل في تشكيكات قلب يسوع الأقدس

    تأملات شهر قلب يسوع الاقدس – اليوم الثامن والعشرون

    اليوم الثامن والعشرون (تأمل في تشكيكات قلب يسوع الأقدس):

    لنصغ الى ما يتشكى منه قلب الهنا الحبيب وهو علامة جديدة على عظم حبه لنا، لأنه لو لم يحب لما تشكى.
    فقال: (ما الذي اقتضى ان افعله لأجلك يا شعبي ولم أفعله. أجيبوني يا أنها المسيحيون وقولوا بماذا احزنتكم.
    ألست أنا الذي ميزكنم من بين أمم ساكنة في الظلمة وظلال الموت وأشركتكم في نعمة الأيمان الفائقة كل نعمة ؟ اما أنتم فتركتموها عقيمة في ارض نفوسكم الجدباء. كنتم كرمة كثيرة الأغصان، غرستها بيدي وسقينها بدمي، ولكني لم أذق منكم إلا علقمآ إذ انكم سقيتموني عند عطشي خلآ ومرارة. طعنتم جنب مخلصكم طعناً فاق الحربة وذلك بفتوركم وقلة معروفكم.
    أنا هرقت دمي كله الى آخر نقطة لأجلكم وأنتم أي أعتبار تعتبرونه وأي فائدة أجتنيتم منه.
    دعوتكم الى وراثتي وملكوتي وأنتم وضعتم قسبة في يدي عوض الصولجان الملكي وكللمتموني بأكليل من شوك عوض التاج.
    كل ذلك بتقلبات قلوبكم وكبريائكم وتشامخ أخلاقكم.
    أنا بأتخاذي ناسوتكم رفعتكم وأشركتكم في لاهوتي وأنتم علقتموني على خشية العار وأهنتموني.
    أطعمتكم لا ما أكله أباؤكم وماتو، بل خبزآ نزل من السماء يحوي الحياة الدائمة وأنتم مزقتم جسدي السري حتى انكم وصلتم الى نكران هذا الاحسان الجليل الذي أدهش ملائكة السماء فيا جميع عابري الطريق، تأملو وأنظروا هل من وجع مثل وجعي ؟) (مراثي 1 : 12)
    وقد تشكى ايضاً هذا المخلص الألهي تشكياً صعبآ الى عبدته الأمينة مرغريتة مريم إذ كشف لها قلبه وقال لها: (ها هي ذي جراحات أصابتني من شعبي المختار. فقد اكتفى غيرهم بجلدهم جسدي، أما هم فمزقوا قلبي الذي لا يبرح مغرمآ بمحبتهم).
    فيا أيها المسيحيون أنصتوا الى تشكيات مخلصكم.
    (اليوم ان انتم سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم) (مز 94 :8)
    طوبى لكم اذا ما أختاركم قلب يسوع الأقدس كما أختار يومآ رسله الكرام لكي تكفروا عما يلحق به من الأهانات وتعزوه في وحدته.
    فأزدادو اذاً أمانة في تعبدكم لهذا القلب الأقدس وتعاهدوا معه على انكم لن تتركوه ابدآ وذلك بحوله تعالى.

    خبر:

    كان القديس بطرس الشهيد راهبآ دومنيكياً، وبينما كان يصلي ذات يوم ظهرت له القديسة سيسيلية والقديسة اغنيسة، فشرعوا يتفاوضون زيرتلون معآ مجد الرب.
    فسمع الرهبان ذلك فجاؤا ودخلو حجرة القديس فرأوا عنده امرأتين، فأنصرفوا متشككين وحكوا ذلك للرئيس.
    فجاء الى بطرس وقال له: ويحك يا مغضوبآ عليه، من أذن لك في تدخل نساءآ في الدير؟ ثم عقد مجلساً من الأخوة فحكم عليه بالسجن.

    إكرام:

    كن موافقآ لأرادة الله في جميع محن الزمان وصروف الدهر واحتملها بدون تشك.

    نافذة  (تقال ثلاث مرات دائماً):

    يا قلب يسوع الأقدس لا تدعني اشك في حكمة تدابير عنايتك الألهية.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات شهر قلب يسوع الأقدس

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

يا ملاك الله حارسي، المولى أمري من قبل رأفته تعالى، نوّرني، وأحرسني، وارعني، ودبّرني. آمين

اعلان

Facebook