اليوم السابع والعشرون من الشهر المريمي

قلب مريم الطاهر الشهر المريمي

قيامتنا بالمسيح:

من بين اسرار الوردية التي نتأمل بها، سر القيامة.
وهو وان كان يذكرنا بقيامة المسيح، لكنه يشير ايضا ً الى قيامتنا.

فأن المسيح قد قام من القبر، وكان لقيامته بالغ الأثر في مصير البشرية، لانه هو راس الكنيسة ونحن اعضاؤها، فكما انتصر المسيح على الموت بقيامته، هكذا سنقوم معه من وهدة الأثم وننتصر على الموت.

ان المسيح هو آدم الجديد الذي اصلح ما افسده آدم الاول بمعصيته، فشق للانسان الطريق الى السماء والى السعادة في ظل الله، ولهذا يردد مار بولص قائلا ً: ((كما ان المسيح قد قام هكذا نحن سنقوم معه)).

ليس الموت نهاية الانسان او تلاشيه، والا لما بقي معنى للحياة، ولما بقي قيمة للعمل والانشطة، بل هو مرحلة عبور للقاء الله، هو اغماضة عن هذه الدنيا من اجل انفتاح في اللامتناهي وفي الكمال حيث لاخوف ولا ألم، بل الخير الكامل والجمال الكامل، وحيث لاصراع بين شر وخير، بل حب كامل، والانسان طالما يتوق الى الكمال وهو على الارض لكن لايناله الا في السماء.
ما أجمل ان نتأمل بهذه الحقائق التي تبعث الامل والفرح في النفس المؤمنة حين تلاوة مسبحة الوردية.

خبر:

يقوم الشباب الجامعي في باريس سنويا ً بحج الى كنيسة العذراء الشهيرة في مدينة ((شارتر))، سيرا ًعلى الاقدام مدة يوم ونصف اليوم.
ويشترك بالمسيرة المريمية نحو سبعة الاف شاب وشابة من مختلف جامعات باريس.

ولكي لا يطالهم الملل اثناء المسيرة، او تتحول الى نزهة عادية للهو والكلام الفارغ فتفقد المسيرة قيمتها الدينية ينتشر بينهم عدد من القسس والكوادر المعدة سلفا ً من بين الشبيبة لانعاش المسيرة بالصلوات والتراتيل الروحية والهتافات المريمية وترديد المسبحة الوردية.
وعندما تظهر في الافق البعيد ابراج كنيسة ((شارتر)) الشامخة، تتعالى هتافات الفرح والحبور الى عنان السماء تعظيما ً لاسم مريم.

وفي المدينة ينتظر القادمين منهاج حافل بالنشاطات الدينية، منهاج حافل بالنشاطات الدينية، يبدأ بالارشاد الروحي والتأمل وسماع القداس والتقرب من مائدة الخلاص، ويستمر بلقاءات دينية ونقاشات مفتوحة في مختلف المواضيع الدينية يستمد منها الشباب نشاطا ً روحيا ً، وطاقة جديدة، بحيث يترك هذا الحج المبارك اطيب الاثر في النفوس ويمنح المشاركين قوة جديدة مستمدة من مريم العذراء.
لم يشترك في المسيرة شاب الا واعترف بانها رفعت من معنوياته.

اكرام:

شجع الكتب الدينية واقتنيها واقرأها وضعها في متناول ذويك.

نافذة:

من كان للعذراء عبدا ً لن يدركه الهلاك ابدا ً.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

Comments

comments

  • ختام الشهر المريمي المبارك

    اليوم الحادي والثلاثون وختام الشهر المريمي المبارك

    مَريم العذراء آية الرجاء لشعب الله:

    ان مريم العذراء الممجدة في السماء نفسا ً وجسدا ً، هي صورة للكنيسة، وبداية لكمالها في الدهر الآتي.

    فهي تسطع على الارض الى أن يأتي يوم الرب، كآية لرجاء اكيد، وعزاء لشعب الله المغترب في هذا العالم.
    ان جميع الشعوب تطوب البتول الكلية القداسة في أرجاء المعمورة، ويتهافتون على اكرامها بحماس حار وقلب ورع.
    فلنتضرع بالحاح الى الأم التي أحاطت بصلواتها وعنايتها الطلائع الاولى للكنيسة والتي تسمو الآن في المجد على جميع الطوباويين والملائكة، لكي تشفع لدى ابنها في شركة جميع القديسين.
    ليكن اكرامنا لها متواصلا ً، لا في هذا الشهر فقط، بل في كل أيام حياتنا.

    لنهرع اليها بحب بنوي، وثقة عالية، ونتضرع اليها بقلب منسحق لترشدنا على الدوام الى الخير والى الكمال وفي آخر الأمر نحو الله ابينا.
    هي تبارك اسرنا واعمالنا، وتنظر بحنان الى وطننا والمسؤولين عن ادارته، وتسكب الخيرات على جميع الشعوب سواء الذين يتحلون بأسم المسيح أو الذين لم يعرفوا مخلصهم بعد.
    وليكن اسمها مباركا ً ابد الدهور.
    آمين ثم آمين.

    خبر:

    يتوافد على ((لورد)) يوميا ً الآف البشر من كل حدب و صوب.
    يقصدها الأصحاء والمرضى، و يزورها المؤمنون والسياح والملحدون.
    وعندما يصل القطار الخاص بالمرضى، يهرع الشباب تبرعا ً ليمدوا لهم يد العون، ويوصلونهم الى الأمكنة الخاصة بهم.
    ترى الناس في كل مكان يصلون.
    منهم من يتسلق اكمة درب الصليب ليتأمل بالآم المخلص، ومنهم من ينهل من ماء النبع العجائبي بايمان عميق، ومنهم من يتقدم من منبر
    الأعتراف ليشترك بمائدة الخلاص.
    تراهم راكعين على الأرض رافعين أياديهم متضرعين صارخين الى الأم الحنون.
    الشباب والشابات، الكهول والشيوخ، من مختلف الأجناس والألوان واللغات تتوحد أبصارهم الى موقع واحد، الى المغارة التي ظهرت فيها العذراء لبرناديت.

    في عصر كل يوم تمنح بركة القربان للمرضى، فتسمع التنهدات الصادرة من قلوب مكلومة وصدور عصرها الألم.
    صراخات تنم عن ايمان وثقة: يا مريم، يا شفاء المرضى اشفينا، يا مريم، يا ملكة السلام امنحينا السلام،
    يا مريم، يا معزية الحزانى، سلي الحزانى.

    وعندما يخيم الظلام ينطلق المؤمنون للأشتراك بالتطواف المريمي وهم يحملون المشاعل ويتلون الوردية ويرتلون نشيد ((حبك يامريم غاية المنى)) فيرتفع الى عنان السماء من الآف الحناجر صراخ يردد ((انت عذراء انت  أمنا)).

    تلك هي مدينة لورد، مدينة العذراء، مدينة الايمان والصلاة.
    فكم وكم شفت من أمراض النفس والجسد.
    فمريم لاتزال توزع النعم على من يطلب عونها.

    اكرام:

    ضع نفسك في حماية العذراء ولتكن كل ايامك مريمية.
    نافذة:

    يا سلطانة السماء والأرض تضرعي لاجلنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

  • القديسة مريم العذراء

    اليوم الثلاثون من الشهر المريمي

    فها مُنذ الآن تطوبني جميع الأجيال:

    ان مريم العذراء في نشيد الشكر الرائع الذي رفعته الى الله ومطلعه ((تعظم نفسي الرب)) اشارت بكلمات كلها نبؤة الى محبة البشر لها عبر الزمان والمكان، عندما قالت: ((فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال)).

    اليها التجأ المؤمنون في محنهم منذ فجر النصرانية والى اليوم…

    وبأ سمها الحلو وضعوا ثقتهم جيلا ً بعد جيل فلم تخيب آمالهم.
    وبمثالها السامي اقتدوا بحياتهم فسما كثيرون في طريق الخير والقداسة واكراما ً لها أقاموا الكاتدرائيات الفخمة والكنائس الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها، وليس هناك بقعة ارتفع عليها صليب الاّ وقامت فيه كنيسة اكراما لها، أو مذبح مخصص لعبادتها.
    وكم استوحى الفنانون حياتها وجمالها، فألفوا الكتب الضافية، والقصائد العصماء، والتراتيل العذبة، والموسيقى الخلابة، واللوحات الرائعة، والتماثيل المتقنة.

    وكانت مريم ولا تزال وستبقى على الدوام فخر ابنائها، تفتح ذراعيها لحمايتهم من كل سوء أو خطر روحي أو مادي.
    ونحن على خطى أجدادنا الصالحين نحيي العذراء ونطوبها دائما ً.
    آمين.

    خبر:

    روى لنا البطريرك ((صفرونيوس)) في كتابه ((المرج الروحي)) قصة تاجر فاضل من مدينة الاسكندرية، تحلى بتقوى صادقة للعذراء، وجعل داره ملاذا ً للفقراء والمعوزين، وكانت زوجته ذات فضل واحسان، دائبة على العبادة وفعل الخير مع الجميع.
    اقتضت مهام الرجل أن يسافر بضعة أيام، وعندما ازفت ساعة الرحيل سألته زوجته: الى من أوكلت أمر حراستنا والسهر عليَّ وعلى صغيرتنا؟ فأجاب بثقة عالية: ليس لي غير العذراء القديسة، فقد سلمتكما الى حمايتها فهي ستسهر عليكما.

    تحققت المرأة الأمينة الفاضلة، بعد ايام، قيمة حماية مريم، فان احد الخدم عقد العزم على اغتيال سيدة البيت وأبنتها، ثم ينهب الدار ويولي هاربا ً.
    واذ شرع بأ نجاز مآربه الشنيع أخذ مدية حادة وتوجه نحو مخدع السيدة اصيب بعمى فجائي فأمسى عاجزا ً عن التقدم الى الغرفة وعن العودة من حيث اتى، فأخذ ينادي سيدته أن تبادر اليه ليسر اليها بأمر هام جدا ً، لكنها أجابته ببساطة أن يأتي الى المقصورة حيث كانت مع طفلتها.

    ولما ايقن أن مؤامرته الدنيئة باءت بالفشل، وخشية من اكتشاف أمره، انهال يضرب نفسه بالمدية التي أعدها لأغتيال الغير، وصراخه وعويله يملآن أرجاءالدار.

    اضطرت ربة البيت عند ئذ الى مغادرة غرفتها لتتحقق مما يجري، واذ رأت الخادم على تلك الحال استنجدت بجيرانها الذين بادروا الى الدار وأخذوا في استجواب الخادم لمعرفة سبب انتحاره واذ به يعترف بنيته الأثيمة أمام الجميع.
    هكذا سمحت حكمة الله أن يبقى للجاني رمق من الحياة ليدلي بذنبه أمام العدالة.
    فمجد الحاضرون العناية الألهية، شاكرين للعذراء القديسة حمايتها.

    اكرام:

    تعلم صلاة ((السلام عليك يا ملكة يا أم الرحمة)) وعلمها لأهل بيتك، ورددها دائما ً.

    نافذة:

    يا شفوقة يا حنونة يا حلوة تضرعي لأجلنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

  • عذراء فاطيما

    اليوم الثامن والعشرون من الشهر المريمي

    مواهب الروح القدس:

    ان سفر ((اعمال الرسل)) الذي يروي لنا خطوات الكنيسة الاولى بعد صعود ربنا الى السماء، يخبرنا ان الرسل كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة، وان مريم أم يسوع كانت معهم (اعمال 1 : 12 – 15 ).
    فهي كما اتمت دورها قرب يسوع طوال حياته، فقد ارادت أن تكمل دورها كأم لتلاميذه، فعملت على جمع شملهم ورفع معنوياتهم وتثبيتهم في الصلاة بنفس واحدة، بانتظار موعد الروح القدس.

    ويخبرنا هذا الكتاب النفيس ايضا ً ان الروح القدس هبط على التلاميذ بعد عشرة أيام من مواظبتهم على الصلاة فأستقر عليهم واحدا ً واحدا ً، فأشتدت عند ذاك عزيمتهم، واخذوا ينادون بأسم المسيح بلا خوف.

    وافادته روحيا ً وقربته من الكنيسة ومن فهم الحقائق الدينية فقرر ان يعيد الكرة في السنوات اللاحقة.

    اننا نعتقد كل الاعتقاد ان مريم لاتزال تكمل دورها الوالدي مع الكنيسة.
    فكما ساعدت الرسل فهي لاتزال تساعد كنيسة اليوم.
    كما نؤمن ايضا ً أن الروح القدس لايزال يمنح مواهبه لنا.
    فمنذ قبولنا العماد والميرون حل الروح القدس فينا ونلنا به المواهب أما ثمر الروح فهي على حد قول الرسول بولص: ((المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف ودماثة الأخلاق والأيمان والوداعة والعفاف)). (غلاطية 5 : 22 – 23).

    فلنحيا اذا ً حسب هذه المواهب السامية التي حلت فينا بحلول الروح القدس، وبظل مريم العذراء أم الكنيسة.
    آمين.
    خبر:

    في عام 1917 ظهرت البتول الطاهرة في بلدة من اعمال البرتغال تسمى ((فاطمة)) لاطفال ثلاثة هم لوسي وفرنسوا وهياسنت، وصرحت لهم قائلة: على البشر اصلاح سيرتهم واستمداد المغفرة لخطاياهم والرجوع الى الله بتوبة صادقة لأنهم قد تمادوا في أهانة الرب بتصرفاتهم الطائشة وقلة ايمانهم. ثم طلبت منهم نشر عبادة قلبها الطاهر، والشروع بالتناول التعويضي أول سبت من كل شهر أكراما ً لها، للتكفير عن الأهانات الملحقة بالله و لأستقرار السلام في أرجاء العالم , اذ كانت الحرب العالمية الاولى لاتزال قائمة , وأنذرت بحروب واضطهادات اذا لم يعر البشر اذنا ً
    صاغية لها.
    واعلنت ان النصر النهائي سيكون حليف قلبها الطاهر في آخر الأمر.

    ابتليت لوسي بمرض عضال كاد أن يؤدي بحياتها، لكن العذراء تحننت عليها فأعادت اليها عافيتها، فدخلت الدير لتكرس حياتها على خدمة العذراء التي خصتها بالرؤية السماوية.
    وبقيت طوال حياتها تحث المؤمنين على التعويض عن الخطايا واكرام قلب مريم الطاهر.
    اكرام:

    اشترك بالأعمال الخيرية في كنيستك حبا ً بمريم.
    نافذة:

    يا أم النعمة الألهية أفيضي علينا نعم السماء.

    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • ختام الشهر المريمي المبارك

    اليوم الحادي والثلاثون وختام الشهر المريمي المبارك

    مَريم العذراء آية الرجاء لشعب الله:

    ان مريم العذراء الممجدة في السماء نفسا ً وجسدا ً، هي صورة للكنيسة، وبداية لكمالها في الدهر الآتي.

    فهي تسطع على الارض الى أن يأتي يوم الرب، كآية لرجاء اكيد، وعزاء لشعب الله المغترب في هذا العالم.
    ان جميع الشعوب تطوب البتول الكلية القداسة في أرجاء المعمورة، ويتهافتون على اكرامها بحماس حار وقلب ورع.
    فلنتضرع بالحاح الى الأم التي أحاطت بصلواتها وعنايتها الطلائع الاولى للكنيسة والتي تسمو الآن في المجد على جميع الطوباويين والملائكة، لكي تشفع لدى ابنها في شركة جميع القديسين.
    ليكن اكرامنا لها متواصلا ً، لا في هذا الشهر فقط، بل في كل أيام حياتنا.

    لنهرع اليها بحب بنوي، وثقة عالية، ونتضرع اليها بقلب منسحق لترشدنا على الدوام الى الخير والى الكمال وفي آخر الأمر نحو الله ابينا.
    هي تبارك اسرنا واعمالنا، وتنظر بحنان الى وطننا والمسؤولين عن ادارته، وتسكب الخيرات على جميع الشعوب سواء الذين يتحلون بأسم المسيح أو الذين لم يعرفوا مخلصهم بعد.
    وليكن اسمها مباركا ً ابد الدهور.
    آمين ثم آمين.

    خبر:

    يتوافد على ((لورد)) يوميا ً الآف البشر من كل حدب و صوب.
    يقصدها الأصحاء والمرضى، و يزورها المؤمنون والسياح والملحدون.
    وعندما يصل القطار الخاص بالمرضى، يهرع الشباب تبرعا ً ليمدوا لهم يد العون، ويوصلونهم الى الأمكنة الخاصة بهم.
    ترى الناس في كل مكان يصلون.
    منهم من يتسلق اكمة درب الصليب ليتأمل بالآم المخلص، ومنهم من ينهل من ماء النبع العجائبي بايمان عميق، ومنهم من يتقدم من منبر
    الأعتراف ليشترك بمائدة الخلاص.
    تراهم راكعين على الأرض رافعين أياديهم متضرعين صارخين الى الأم الحنون.
    الشباب والشابات، الكهول والشيوخ، من مختلف الأجناس والألوان واللغات تتوحد أبصارهم الى موقع واحد، الى المغارة التي ظهرت فيها العذراء لبرناديت.

    في عصر كل يوم تمنح بركة القربان للمرضى، فتسمع التنهدات الصادرة من قلوب مكلومة وصدور عصرها الألم.
    صراخات تنم عن ايمان وثقة: يا مريم، يا شفاء المرضى اشفينا، يا مريم، يا ملكة السلام امنحينا السلام،
    يا مريم، يا معزية الحزانى، سلي الحزانى.

    وعندما يخيم الظلام ينطلق المؤمنون للأشتراك بالتطواف المريمي وهم يحملون المشاعل ويتلون الوردية ويرتلون نشيد ((حبك يامريم غاية المنى)) فيرتفع الى عنان السماء من الآف الحناجر صراخ يردد ((انت عذراء انت  أمنا)).

    تلك هي مدينة لورد، مدينة العذراء، مدينة الايمان والصلاة.
    فكم وكم شفت من أمراض النفس والجسد.
    فمريم لاتزال توزع النعم على من يطلب عونها.

    اكرام:

    ضع نفسك في حماية العذراء ولتكن كل ايامك مريمية.
    نافذة:

    يا سلطانة السماء والأرض تضرعي لاجلنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

  • القديسة مريم العذراء

    اليوم الثلاثون من الشهر المريمي

    فها مُنذ الآن تطوبني جميع الأجيال:

    ان مريم العذراء في نشيد الشكر الرائع الذي رفعته الى الله ومطلعه ((تعظم نفسي الرب)) اشارت بكلمات كلها نبؤة الى محبة البشر لها عبر الزمان والمكان، عندما قالت: ((فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال)).

    اليها التجأ المؤمنون في محنهم منذ فجر النصرانية والى اليوم…

    وبأ سمها الحلو وضعوا ثقتهم جيلا ً بعد جيل فلم تخيب آمالهم.
    وبمثالها السامي اقتدوا بحياتهم فسما كثيرون في طريق الخير والقداسة واكراما ً لها أقاموا الكاتدرائيات الفخمة والكنائس الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها، وليس هناك بقعة ارتفع عليها صليب الاّ وقامت فيه كنيسة اكراما لها، أو مذبح مخصص لعبادتها.
    وكم استوحى الفنانون حياتها وجمالها، فألفوا الكتب الضافية، والقصائد العصماء، والتراتيل العذبة، والموسيقى الخلابة، واللوحات الرائعة، والتماثيل المتقنة.

    وكانت مريم ولا تزال وستبقى على الدوام فخر ابنائها، تفتح ذراعيها لحمايتهم من كل سوء أو خطر روحي أو مادي.
    ونحن على خطى أجدادنا الصالحين نحيي العذراء ونطوبها دائما ً.
    آمين.

    خبر:

    روى لنا البطريرك ((صفرونيوس)) في كتابه ((المرج الروحي)) قصة تاجر فاضل من مدينة الاسكندرية، تحلى بتقوى صادقة للعذراء، وجعل داره ملاذا ً للفقراء والمعوزين، وكانت زوجته ذات فضل واحسان، دائبة على العبادة وفعل الخير مع الجميع.
    اقتضت مهام الرجل أن يسافر بضعة أيام، وعندما ازفت ساعة الرحيل سألته زوجته: الى من أوكلت أمر حراستنا والسهر عليَّ وعلى صغيرتنا؟ فأجاب بثقة عالية: ليس لي غير العذراء القديسة، فقد سلمتكما الى حمايتها فهي ستسهر عليكما.

    تحققت المرأة الأمينة الفاضلة، بعد ايام، قيمة حماية مريم، فان احد الخدم عقد العزم على اغتيال سيدة البيت وأبنتها، ثم ينهب الدار ويولي هاربا ً.
    واذ شرع بأ نجاز مآربه الشنيع أخذ مدية حادة وتوجه نحو مخدع السيدة اصيب بعمى فجائي فأمسى عاجزا ً عن التقدم الى الغرفة وعن العودة من حيث اتى، فأخذ ينادي سيدته أن تبادر اليه ليسر اليها بأمر هام جدا ً، لكنها أجابته ببساطة أن يأتي الى المقصورة حيث كانت مع طفلتها.

    ولما ايقن أن مؤامرته الدنيئة باءت بالفشل، وخشية من اكتشاف أمره، انهال يضرب نفسه بالمدية التي أعدها لأغتيال الغير، وصراخه وعويله يملآن أرجاءالدار.

    اضطرت ربة البيت عند ئذ الى مغادرة غرفتها لتتحقق مما يجري، واذ رأت الخادم على تلك الحال استنجدت بجيرانها الذين بادروا الى الدار وأخذوا في استجواب الخادم لمعرفة سبب انتحاره واذ به يعترف بنيته الأثيمة أمام الجميع.
    هكذا سمحت حكمة الله أن يبقى للجاني رمق من الحياة ليدلي بذنبه أمام العدالة.
    فمجد الحاضرون العناية الألهية، شاكرين للعذراء القديسة حمايتها.

    اكرام:

    تعلم صلاة ((السلام عليك يا ملكة يا أم الرحمة)) وعلمها لأهل بيتك، ورددها دائما ً.

    نافذة:

    يا شفوقة يا حنونة يا حلوة تضرعي لأجلنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

  • سيدة لورد

    اليوم التاسع والعشرون من الشهر المريمي

    انتقال العذراء الى السماء:

    قالت مريم في نشيد تعظم نفسي الرب الذي رددته يوم زيارتها لنسيبتها اليشباع أن الرب ((رفع المتواضعين)) ولقد تحقق هذا القول في شخصها، اذ استحقت من الأب السماوي نعمة وامتيازا ً لم يمنح لغيرها من البشر مكافأة لتواضعها العميق، وحياة الألم التي عاشتها، وهذا الأمتياز هو انتقالها بالنفس والجسد الى السماء.

    انها مكافأة خاصة بمريم، اذ لم يكن معقولا ً ولا مقبولا ً أن يخضع للموت ذاك الجسد الطاهر الذي منه ولد الكلمة الألهية.
    كيف تضم الارض هذا الجسد النقي أو كيف يمكن للعناصر ان تحلله وتلاشيه؟

    ان انتقال مريم الى السماء بالنفس والجسد عقيدة ايمانية لها جذورها في التقليد الديني المتواتر عبر التأريخ في الشرق والغرب.
    ان للجسد في التفكير المسيحي حرمة وكرامة وقداسة لأنه هيكل الروح القدس منذ أن يحل فيه بالعماذ أولا ً ويتغذى بالقربان المقدس من ثم.
    فهو مزمع أن يقوم بالمجد في العالم العتيد.
    فلنجعل من أجسادنا آنية طاهرة مكرسة لله لنستحق المجد السماوي قرب مريم العذراء.
    آمين

    خبر:

    في الحادي عشر من شهر شباط سنة 1858 خرجت فتاة قروية تدعى برناديت مع اختها وجارتها الى الحقل لجمع الحطب.
    وعند وصولهن الى ضفاف نهر ((الكاف)) في منطقة ((لورد)) رأين كميات كبيرة من الحطب في الضفة الثانية.
    وبينما كانت برناديت تهم بالعبور سمعت فجأة صوت ريح شديدة فنظرت الى الأمام فشاهدت في شق بين الصخور امرأة واقفة متشحة بالبياض يحيط بوسطها زنار ازرق ويخفق من حولها جمال سماوي واشعة باهرة.
    فما كان من الفتاة الاّ أن اخرجت سبحتها ورفعت يدها الى جبينها لترسم اشارة الصليب.
    وبينما شرعت بتلاوة المسبحة اختفى المنظر فجأة.
    وتكررت الظهورات وانتشر خبرها فتهاتفت الناس الى المكان بين مصدق ومكذب، بين مؤمن وفضولي.

    في احدى المرات قالت السيدة للفتاة: صلي لأرتداد الخطاة.
    ثم طلبت منها ان تُشيَد في ذلك الموضع كنيسة على اسمها.
    وانبثق قرب المكان ينبوع ماء زلال بشارة منها.
    ولما استفسرت الفتاة من السيدة بسذاجة من تكون، أجابت بلطف:

    ((انا التي حبل بها بلا دنس)) وغابت في الحال.
    ومنذ ذلك الحين اصبحت ((لورد)) قبلة الأنظار ومركزا ً للأيمان والتقوى، ومزارا ً عالميا ً لأكرام مريم.
    والماء الذي نبع بأعجوبة عند قدميها لايزال يجرى الى اليوم ويصنع عجائب الشفاء لكثيرين.
    اكرام:

    اقصد ان تصلي يوميا ً صلاة خاصة بمريم والتزم بقصدك.

    نافذة:

    يا باب السماء ادعي لنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات الشهر المريمي

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

صلاة روحية

أيها القديس مار انطونيوس البدواني المعظّم، يا من اوتي من الله حكمة سامية، اننا نلتجىء اليك ملتمسين شفاعتك ان تلتمس لنا نوراً وحكمة بهما نطّلع حق الاطّلاع على بطلان خيرات هذه الدنيا، حتى اذا ما جرّدنا قلوبنا عن محبة هذا العالم نضحي اهلاً لامتلاك السعادة الموعود بها. آمين.

اعلان

Facebook