مريم العذراء تحافظ على ابنائها:
ان مريم العذراء تهتم بالمتعبدين لها، وتهرع لمساعدتهم في مختلف احتياجاتهم روحية كانت ام زمنية، وتسهر عليهم وتحافظ عليهم.
يروي لنا الانجيل الطاهر حادثة تظهر لنا اهتمام مريم الوالدي، وذلك في عرس قانا الجليل، اذ كانت مريم حاضرة هناك، ثم جاء يسوع يتبعه تلاميذه وكان ذلك في مطلع حياته العلنية.
وقد لاحظت مريم ارتباك اهل العرس لان الخمر قد نفذ.
فرقت لحال العريسين وارادت ان تفعل شيئا لهما، فبادرت الى يسوع ودنت منه هامسة بكلمات اعربت له فيها عن ضيقة اهل العرس وحاجتهم الماسة، فحركت شفقته، مستنجدة قدرته بقولها: ((ليس عندهم خمر)).
فاجاب: ((مالي ولك يا امرأة، لم تأتي ساعتي)).
لكن مريم كانت واثقة من تلبية ابنها لطلبها، لذلك التفتت الى الخدم وقالت لهم بحزم: ((مهما يأمركم فافعلوه)).
لقد حقق يسوع امنيتها فحول الماء الى خمر معبرا عن احترامه الفائق لامه.
وهذه اول معجزة يجترحها يسوع في قانا في بدء حياته الرسولية، وقد جاءت تلبية لطلب امه لا غير.
ويضيف الانجيل ان هذه الاعجوبة ثبتت ايمان التلاميذ بيسوع.
وهذا يعني ان اهتمام مريم بنا يقوي ايماننا ويزيد من تعلقنا بيسوع.
وان كانت مريم قد تدخلت لحل مشكلة آنية وحاجة مادية عابرة في قانا الجليل، فكيف لاتتشفع من اجل البشر في حاجاتهم الروحية ومن اجل خلاصهم؟
خبر:
تحتفل الكنيسة خلال السنة باعياد وتذكارات عديدة اكراما لمريم العذراء.
وفي هذا اليوم يمر تذكارها باسم ((حافظة الزروع))، وهو تذكار خاص بالشرقيين وعلى هذا الاسم اقيم دير للرهبان.
لقد جاءت هذه التسمية من العلاقة المصيرية بين الانسان والله والارض.
لان معظم اجدادنا كانوا يفلحون الارض ويزرعونها , وينتظرون بأمل وقلق بوادر الخير.
كانت انظارهم وقلوبهم تتجه يوميا الى السماء.
فمصيرهم يتعلق على اعتدال المناخ وهدوء الرياح وهطول الامطار.
فان حدث اي تشوش في مجرى الطبيعة كالبرد القارس او المطر الغزير او هجوم افات الارض وحشراتها، تبور ارضهم وتقل غلاتهم، وتحل الكارثة في بيوتهم، ويكتسحهم القحط والجوع والموت احيانا.
كما نقرأ في تاريخنا التجأوا الى مريم العذراء بدالة بنوية لتحفظ زروعهم من غضب الطبيعة وتبارك غلاتهم.
واليوم وان كانت الوسائل الحديثة المنتشرة في البلاد لتساعد الانسان وتخفف من وطأة الطبيعة، لكن علينا دائما ان نرفع الحاظنا الى السماء بنفس ايمان اجدادنا كي تبارك العذراء ارضنا وزرعنا واشجارنا ومياهنا، وسائر اعمالنا، اذ لا قيمة للعمل من دون بركة امنا الحنون.
اكرام:
ضع اعمالك ونشاطاتك تحت حماية مريم.
نافذة:
يا حافظة الزروع احفظينا و باركي اعمالنا.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.
الشماس سمير كاكوز
15 مايو,2016 at 9:28 ص
شكرا لكم