امومة مريم للكنيسة:
ان العذراء الطوباوية التي اختيرت اما للمسيح منذ الازل، فحملته وولدته وغذته واخيرا تألمت معه، قد اشتركت بطريقة فريدة في عمل المخلص بطاعتها الكاملة وايمانها العميق ورجائها الوطيد ومحبتها الحارة، وكانت غايتها ان ترد للنفوس الحياة الفائقة الطبيعية التي اهدرتها الخطيئة الاصلية.
لذا غدت مريم أماً لنا في تدبير النعمة.
وتستمر هذه الامومة بلا انقطاع منذ اللحظة التي ابدت رضاها يوم البشارة هذا الرضى الذي حافظت عليه بلا تردد طيلة حياتها الى ساعة وقوفها تحت الصليب، والى ان يبلغ جميع المختارين الى المجد السرمدي.
ولم تتخلى عن هذه المهمة الخلاصية بانتقالها الى السماء، اذ انها تواصل شفاعتها لتنال لنا نعم الخلاص الابدي وتسهر بمحبة الام على اخوة ابنها المغتربين على الارض وسط المخاطر والضيقات حتى يصلوا الى الوطن السعيد عند الله ابيهم.
فهي ام الكنيسة بكل حق.
ولقد اختبرت الكنيسة وابناؤها شفاعة مريم القديرة عبر الاجيال فزاد تعلقهم بها وعظم حبهم لها.
وما اكثر ما اختبرنا نحن ايضا حنوها الوالدي في محننا.
فلنجدد حبنا لها في هذا الشهر المبارك.
خبر:
يزخر تاريخ كنيستنا الشرقية بصفحات ناصعة من الايمان بالله والاكرام لمريم العذراء ولقد مرت هذه الكنيسة بفترات صعبة عبر تاريخها الطويل، خاصة في القرون الاولى من وجودها، عندما شنت المجوسية الغاشمة اضطهادات ضد اتباع الدين الجديد فاستشهد عدد كبير من البطاركة والاساقفة والقسس والمؤمنين ورووا بدمائهم الزكية ارضنا الطاهرة فكانت دمائهم بذرة الامل التي سرعان ما اعطت ثمارا يانعة، اذ نمت الكنيسة رغم الصعوبات قوية متماسكة.
ان اسماء كثيرة تتلألأ في سماء الكنيسة: كالبطرك الشهيد مار شمعون برصباعي، والقديسة مسكنتة ومار طهمزكرد وغيرهم.
كما كان لابائنا قصب السبق في مدح العذراء واظهار قداستها وشفاعتها وحمايتها للكنيسة واولادها، ويبرز بين اولئك الاباء مار افرام ملفان الكنيسة اذ وضع قصائد رائعة في مدح مريم والاشادة ببتوليتها العجيبة وامومتها الالهية ومراحمها وحمايتها للبشرية، كان قلبا وضيعا واثقا في التجائه الى مريم، قلبا يصلي مترنماً ويرنم مصلياً، وعلى منواله نسج غيره من مؤلفي كنيستنا وشعرائها فاغنوا تراثنا الديني بحيث ان صلواتنا الطقسية مليئة بما كتبوه في مريم العذراء.
هؤلاء هم اجدادنا وفخرنا، فلنسر على خطاهم.
اكرام:
حافظ على النظام والسكوت في الكنيسة وتذكر انك في بيت الله، فصلي.
نافذة:
يا أم الكنيسة باركينا.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.
الشماس سمير كاكوز
11 مايو,2016 at 6:55 ص
الرب يبارك اعمالكم امين