فها مُنذ الآن تطوبني جميع الأجيال:
ان مريم العذراء في نشيد الشكر الرائع الذي رفعته الى الله ومطلعه ((تعظم نفسي الرب)) اشارت بكلمات كلها نبؤة الى محبة البشر لها عبر الزمان والمكان، عندما قالت: ((فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال)).
اليها التجأ المؤمنون في محنهم منذ فجر النصرانية والى اليوم…
وبأ سمها الحلو وضعوا ثقتهم جيلا ً بعد جيل فلم تخيب آمالهم.
وبمثالها السامي اقتدوا بحياتهم فسما كثيرون في طريق الخير والقداسة واكراما ً لها أقاموا الكاتدرائيات الفخمة والكنائس الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها، وليس هناك بقعة ارتفع عليها صليب الاّ وقامت فيه كنيسة اكراما لها، أو مذبح مخصص لعبادتها.
وكم استوحى الفنانون حياتها وجمالها، فألفوا الكتب الضافية، والقصائد العصماء، والتراتيل العذبة، والموسيقى الخلابة، واللوحات الرائعة، والتماثيل المتقنة.
وكانت مريم ولا تزال وستبقى على الدوام فخر ابنائها، تفتح ذراعيها لحمايتهم من كل سوء أو خطر روحي أو مادي.
ونحن على خطى أجدادنا الصالحين نحيي العذراء ونطوبها دائما ً.
آمين.
خبر:
روى لنا البطريرك ((صفرونيوس)) في كتابه ((المرج الروحي)) قصة تاجر فاضل من مدينة الاسكندرية، تحلى بتقوى صادقة للعذراء، وجعل داره ملاذا ً للفقراء والمعوزين، وكانت زوجته ذات فضل واحسان، دائبة على العبادة وفعل الخير مع الجميع.
اقتضت مهام الرجل أن يسافر بضعة أيام، وعندما ازفت ساعة الرحيل سألته زوجته: الى من أوكلت أمر حراستنا والسهر عليَّ وعلى صغيرتنا؟ فأجاب بثقة عالية: ليس لي غير العذراء القديسة، فقد سلمتكما الى حمايتها فهي ستسهر عليكما.
تحققت المرأة الأمينة الفاضلة، بعد ايام، قيمة حماية مريم، فان احد الخدم عقد العزم على اغتيال سيدة البيت وأبنتها، ثم ينهب الدار ويولي هاربا ً.
واذ شرع بأ نجاز مآربه الشنيع أخذ مدية حادة وتوجه نحو مخدع السيدة اصيب بعمى فجائي فأمسى عاجزا ً عن التقدم الى الغرفة وعن العودة من حيث اتى، فأخذ ينادي سيدته أن تبادر اليه ليسر اليها بأمر هام جدا ً، لكنها أجابته ببساطة أن يأتي الى المقصورة حيث كانت مع طفلتها.
ولما ايقن أن مؤامرته الدنيئة باءت بالفشل، وخشية من اكتشاف أمره، انهال يضرب نفسه بالمدية التي أعدها لأغتيال الغير، وصراخه وعويله يملآن أرجاءالدار.
اضطرت ربة البيت عند ئذ الى مغادرة غرفتها لتتحقق مما يجري، واذ رأت الخادم على تلك الحال استنجدت بجيرانها الذين بادروا الى الدار وأخذوا في استجواب الخادم لمعرفة سبب انتحاره واذ به يعترف بنيته الأثيمة أمام الجميع.
هكذا سمحت حكمة الله أن يبقى للجاني رمق من الحياة ليدلي بذنبه أمام العدالة.
فمجد الحاضرون العناية الألهية، شاكرين للعذراء القديسة حمايتها.
اكرام:
تعلم صلاة ((السلام عليك يا ملكة يا أم الرحمة)) وعلمها لأهل بيتك، ورددها دائما ً.
نافذة:
يا شفوقة يا حنونة يا حلوة تضرعي لأجلنا.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.
اضف رد