اليوم الثاني من الشهر المريمي

The-Blessed-Virgin-Mary

مريم والكتاب المقدس:

ان الكتاب المقدس, بعهديه القديم والجديد, هو اساس ايماننا, ومنه تستلهم الكنيسة تعليمها وطقوسها وصلواتها. وقد نظن للوهلة الاولى اننا لن نجد اثرا لمريم او تنويها بها في العهد القديم, والحقيقة هي بعكس ذلك. فحبنا واكرامنا لمريم له جذوره المتأصلة في الكتاب الكريم. لان اسفار العهد القديم تصف تأريخ الخلاص كتمهيد لمجئ المسيح الى العالم, وترسم لنا صورة تزداد وضوحا” شيئا” فشيئا” لأم الفادي. وتظهر ملامح هذه الصورة من خلال النبؤة. ففي الوعد الذي قطعه الخالق لابوينا الاولين على اثر سقوطهما, نرى صورة مريم في المرأة التي تسحق راس الحية. وفي سفر المزامير نسمع داؤود النبي يتغنى بجمال الملكة القائمة في المجد عن يمين الملك الجالس على عرش لا تزعزعه الدهور (مزمور 10,44). ونرى اشعيا يتهلل للنور المنبثق من العذراء ليضئ الشعب السالك في الظلمة فهي آية قدرة الله. فيقول (ها ان العذراء تحبل وتلد ابنا” ويدعى اسمه عمانوئيل) ( اشعيا 14,7)

وهي التي تبرز بين الودعاء و المساكين المختصين بالرب الذين يرجون منه الخلاص بثقة وامل.

وتمت الازمنة اخيرا” بوصفها الابنة المصطفاة بعد طول انتظار الوعد, فاخذ ابن الله منها طبيعته البشرية ليعتق الانسان من الخطيئة. فكم علينا ان نتعمق في قراءة الكتاب المقدس, ونتامل في معانيه ورموزه, ونستقي منه علم الروح و الخلاص. فلنطلب من مريم ان تنير افكارنا لنفهم المعاني السامية الموجودة في الكتاب المقدس. آمين.

خبر:

اخبرنا كاتب سيرة القديس ( البرت الكبير ) ( 1193 _ 1280 ) انه بعد دخوله الدير انصرف لقضاء فترة الابتداء, ومن بعدها شرع بدراسة الفلسفة. وهي مرحلة ضرورية لمن يتهيأ للكهنوت, لكنه لم ينجح كسائر اقرانه, واستصعب الدراسة لما فيها من نظريات فلسفية, فقرر ان يترك الدير و يعود الى
اهله. واذ كان متعبدا” منذ نعومة اضفاره لمريم العذراء, لذا دخل الكنيسة واخذ يبتهل اليها بحرارة لترشده الى الطريق الصحيح, اذ كان قد اعتنق السيرة الرهبانية عن اقتناع وايمان, وكان يرغب حقيقة خدمة الرب. فظهرت له الام الحنون وشجعته على المضي في طريق الحياة التي اعتنقها ووعدته بنعمة خاصة لاستيعاب العلم وفهم الدروس وانبأته انه سيصبح يوما ما عالما” طائر الصيت وذا تضلع واسع في المعارف وتفسير الكتب المقدسة. ثم اردفت قائلة : سيأتيك يوم تفقد فيه معارفك, لتعلم بان ما اكتبسته كان هبة خاصة مني. فانكب على الدراسة باجتهاد منقطع النظير واثقا” بوعد العذراء وعونها, فهي بكل حق
( كرسي الحكمة ), حتى اصبح من اكبر علماء عصره في مختلف العلوم, وشرع يلقي الدروس في اشهر المعاهد العليا. وفي احد الايام, بينما كان يلقي محاضرة في مدينة كولن بالمانيا, اذا به يتوقف فجأة عن الكلام وقد فقد ذاكرته كليا”, فتحقق كلام العذراء, فاختلى في ديره طلبا” للهدوء والاستعداد لملاقاة ربه.

اكرام:

احتفظ بنسخة من الكتاب المقدس في بيتك واقرأه وتأمل بمعانيه

نافذة:

يا كرسي الحكمة صلي لاجلنا

ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة و الى الخاتمة.

Comments

comments

  • صلاة القديس أنطونيوس البدواني للعثور على الأشياء المفقودة

    صلاة القديس أنطونيوس البدواني للعثور على الأشياء المفقودة

    عندما تفقدون شيئاً ما لا تقلقوا فالقديس أنطونيوس يعرف الطريق لإيجاده.

    الصلاة:

    أيها القديس أنطونيوس يا من تشبّهت بيسوع المسيح، يا من وهبك الله قدرة مميّزة لإيجاد الأشياء المفقودة، امنحني نعمة العثور على (نذكر الشيء المفقود) الذي فقدته.

    أعد لي السلام والهدوء الفكري اللذين فقدتهما وترك ذلك في نفسي أثراً أفظع من أثر خسارتي لهذا الغرض المادي.

    أطلب منك أن أظل دائماً في حضرة الصالح الحقيقي الذي هو الله.

    اسمح لي أن أفقد كل شيء ما عدا الله فهو سلامي الأعلى.

    دعني لا أعاني أبدًا من فقدان أعظم كنز وهو حياتي الأبدية مع الله.

    آمين.

    صلّ لاجلنا ايها القديس أنطونيوس وأبعد عنا الأعداء المنظورين والغير المنظورين. آمين.

    Comments

    comments

  • صلاة لقلب يسوع الاقدس

    صلاة لقلب يسوع الاقدس (3)

    يا سيدي يسوع المسيح، الإله الأزلي الرحيم، خالق ومخلّص الجميع، استمع إلى صلاتي.

    بحق الحب الذي تكنّه لكلّ الذين يطلبون المغفرة، انظر إليّ بعين الرحمة، كما نظرت ذات يوم إلى مريم المجدلية، وإلى بطرس الذي أنكرك.

    انظر إليّ يا سيدي يسوع المسيح، كما نظرت إلى لص اليمين المعلّق على الصليب وإلى كلّ خاطئ غفرتَ له.

    انظر إليّ يا ربّي الرحيم، كما نظرت إلى أمّك مريم، الواقفة بحزن تحت الصليب.

    اجعلني أشعر في أعماق قلبي بالحنان الذي شعرتْ به تجاهك، واجعل عيناي تذرفان الدموع على حزنك الذي سببته حياتي الآثمة.

    اُدعُني لأعود من أعماق الظلمة إلى بيت أبي، أعطني قلباً جديداً وأجلسني بقربك على المأدبة التي أعددتَها لي.

    آمين.

    Comments

    comments

  • CONSECRATION-miraculous-medal (5)

    تساعية سيدة الأيقونة العجائبية

    باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين.
     

    تُتلى الصلوات الثلاث التالية كلّ يوم في بداية التساعيّة
    هلمَّ أيّها الروح القدس

    فعل الندامة

    قانون الإيمان

    اليوم الأول:

    قيمة الأيقونة: انها تأتي من السماء
    نعم ,اذ انها ليست عمل فنان ماهر ولا تأليفا بارعًا أملاه تكريم حار لمريم.
    إنّها عطيّة العذراء القديسة نفسها، لقد اختارت جميع العلامات المحفورة عليها فينبغي علي إذًا أن أتأمل بمعناها.
    في مقدمة قداس اليوم السابع والعشرين من تشرين الثاني يوم عيد سيدة الأيقونة العجائبية نقرأ ما يلي:
    ’’ ستكون هذه كعلامة في يدك وبناء امام عينيك حتى تبقى شريعة الرب في فمك’’
    هذه هي ايقونتي:’’ علامة انتماء الى مريم وبناء امام عيني، أي مثال يجب ان اتشبه به’’
    هل أدركت حتى الآن كفاية قيمة الأيقونة العجائبية… هل أحملها بأمانة…

    اليوم الثاني:

    “كاترين لابوري حاملة سرّ مريم”

    يحبّ الله أن يستخدم ما هو ضعيف ومحتقر لدى العالم، لتحقيق تدبيره الخلاصيّ، حتّى يتبيّن أنّ الانتصار يأتي منه هو، فيمجّد ضعف الخليقة عظمته وحكمته تعالى

     ألم تكنهذه حال القدّيسة جان دارك وحال القدّيسة برناديت؟
    والعذراء القدّيسة اختارت راهبة مبتدئة صغيرة وأمّيّة، ابنة الريف، لتقدّم للعالم “الأيقونة العجائبيّة”. قالت الأخت كاترين لابوري يومًا: “استعملتني القدّيسة العذراء كي لا يستطيع أحد أن يشكّ!” ولزمت الصمت الكلّي، بتواضع عميق، طيلة حياتها، حول الإنعامات التي حصلت عليها. هذا الصمت أثار إعجاب البابا بيوس الحادي عشر لحظة تطويبها المجيد، فقدّم لها هذا التكريم الجميل:
    “إنّها حفظت سرّ ملكتها”.
    هل تجد القدّيسة العذراء في بعض الفضائل التي كانت تحبّها كثيرًا في الأخت كاترين لابوري؟ 

    اليوم الثالث:

    ’’ العذراء ذات الاشعة’’
    ’’ إنّ أيقونتي مختصر أخّاذ لمُجمل حقائق الايمان المسيحي’’
    هي نوع من منيمنة إلهية لم يغب عنها اي عنصر جوهري
    إن عقيدة الحبل بلا دنس كما تظهر على الأيقونة، متعلّقة بحقائق الإيمان الرئيسية من عقيدة الخطيئة الأصلية الى موضوع عيد الأيقونة العجائبية.
    إن العذراء النقيّة تطلّ علينا بيدين تنبعث منها أشعّة كما تقول هي، النعم التي توزعها على الأشخاص الذين يسألونها إيّاها.
    وفيما كانت كاترين تتعجّب من أن الاشعة لا تنبعث من الحجارة الكريمة التي تزين اصابعها ,اوحي اليها’’ ان هذه الحجارة التي تبقى في الظل تمثل النعم التي تنسون ان تطلبوها مني’’
    هل فهمتُ أني أحصل على النعم بشفاعة مريم…

    اليوم الرابع:

    ’’ يامريم يامن حبل بها بلا دنس، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الملتجئين اليكِ’’.
    الصلاة المكتوبة على ايقونتي هي مريم نفسها التي علمتني اياها .
    هذه العبارة التي ترجمت الى كل اللغات وتردّدت في كل مكان من العالم، أدخلت الإيمان بالحبل بلا دنس الى جميع الأذهان والقلوب.
    لنرددها بدون كلل ولنعلمها لأطفالنا والمرضى ولجميع الذين هم في الضيق.
    لنزرع هذا الدعاء في الشوارع، في رحلاتنا وفي محيطنا العائلي والاجتماعي.
    هذا الدعاء الذي علمتني اياه مريم، هل يرد تلقائيا على شفاهي ..هل أتلوه بإيمان وثقة…

    اليوم الخامس:
    “الحيّة التي تدوسُ مريم رأسها”
    ورد في سفر التكوين: “سأجعل عداوة بينك وبين المرأة، ستدوس رأسك وأنت ستحاولين أن تجرحي عقبها”.
    مريم هي تلك المرأة المعلن عنها منذ فجر الكون. وقد شاءت أن تظهر في هذه الحالة على الأيقونة. هذه الحيّة المنفرة، نحن نعرفها، إنّها التجربة، إنّه الشيطان: يصفر، يغوي، ويحاول أن يجرح العذراء، لكنّه يسعى باطلًا!
    إذ أنّها أقوى منه! إنّها بريئة من أي دنس! غالبًا ما تترصّدنا التجربة مثل الحيّة الجهنّميّة. ولكن لنا النعمة الإلهيّة لمساعدتنا! لنا مريم! لا ننسين هذا أبدًا!
    إذا ما تعرّضت للتجربة، هل أفكّر دائمًا في أن أدعو أمّي السماويّة؟
    هل أثق كفاية بشفاعتها الكليّة القدرة؟

    اليوم السادس:

    “حرف الميم (M) في الأيقونة”

    أجد على ظهر الأيقونة علامات رمزيّة، أوّلها الحرف الأوّل لاسم مريم المبارك: الميم (M) التي تبدو وكأنّها قاعدة لصليب يسوع.
    مريم لا تنفصل عن ابنها. ينبغي عليّ أن أدخلها إلى صلب حياتي، لكي تساعدني على حمل أثقالي.
    ليكن اسمها محفورًا في قلبي، حاضرًا دائمًا في ذاكرتي، مستعدًّا دائمًا لكي يتدفّق من شفاهي ولتكن كلمات القدّيس برنردوس مطبوعة في مخيّلتي: “إذا ما جابهتكم التجارب وساورتكم الشكوك، وانتابتكم المشقّات، ارفعوا أعينكم إلى النجمة وادعوا مريم!”.
    هل لمريم مكان في حياتي الشخصيّة والحميمة؟
    هل هي بالنسبة لي أكثر من تمثال؟ لا بل شخص حيّ، مستعدّ دائمًا لأن يستقبلني ويصغي إليّ ويستجيبنيي؟

    اليوم السابع:
    “صليب أيقونتي”
    الصليب الذي يعلو حرف الميم (M) هو رمز للحياة المسيحيّة كلّها. لقد تقاسمت القدّيسة العذراء الصليب مع يسوع. وتحلّت بالرأفة مع تحمّل الآلام.
    “وكانت أمّه واقفة” نعم وقفت مريم على أقدام هذا الصليب. وها هي تقدّمه لنا على الأيقونة واعدة إيّانا بأنّها ستقاسمنا صليبنا وتساعدنا على حمله.
    “إنّ الصليب هو الطريق الملوكيّ الذي يقودنا إلى السماء”. علَّ العذراء القدّيسة تفهمنا هذه الحقيقة!
    هل أطلب من العذراء القدّيسة أن تساعدني وقت المحنة؟
    هل أنا مقتنع بأنّها تتحسّس معي آلامي وتريد أن تخفّفها؟

    اليوم الثامن:
    “القلبان المحفوران على الأيقونة”

    إنّ قلب يسوع، المكلّل بالشوك، قريب من قلب مريم المطعون بالحربة. في الحبّ كما في الآلام، هذان القلبان لا ينفصلان.
    إنّ قلب يسوع هو مثال القداسة، ينبوع كلّ النِّعَم، وقلب مريم هو المرأة التي تعكس بأمانة الكمال الإلهيّ، القلب الذي بواسطته فاضت النِّعم على العالم.
    لا يجب أبدًا أن نَفصُل الأم عن الابن. إذ إنّ هذا الفصل يتعارض مع النظام الذي أراده الله. لنذهب دائمًا إذًا إلى يسوع بواسطة مريم ولا نفصل أبدًا بينهما في حبّنا.

    هل أنا وفيّ في تكريم قلب يسوع الأقدس في أوّل يوم جمعة من الشهر؟
    وفي تكريم قلب مريم الطاهر في أوّل يوم سبت من الشهر؟

    اليوم التاسع:
    “نجوم إيقونتي”
    إنّ النجوم الموجودة في الأيقونة رائعة الجمال، ولكنّها أيضًا رمزيّة!
    تذكّرنا بالرسل الاثني عشر، والقدّيسين الذين تبعوا المسيح يسوع مثلهم وحصلوا بشفاعة مريم على إكليل المجد.
    النجوم تبيّن ضرورة التزامنا الرسوليّ فنسعى وراء الأنفس التي فقدت إيمانها المسيحيّ، لا بل أصبحت وثنيّة (وكم هي للأسف كثيرة في محيطنا) فنقودها إلى يسوع بشفاعة مريم!
    هل أقوم بأي عمل رسوليّ؟
    هل أعي أنّي مسؤول عن الأصدقاء الذين يحيطون بي؟ وخاصّة عن ذويّ؟

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • ختام الشهر المريمي المبارك

    اليوم الحادي والثلاثون وختام الشهر المريمي المبارك

    مَريم العذراء آية الرجاء لشعب الله:

    ان مريم العذراء الممجدة في السماء نفسا ً وجسدا ً، هي صورة للكنيسة، وبداية لكمالها في الدهر الآتي.

    فهي تسطع على الارض الى أن يأتي يوم الرب، كآية لرجاء اكيد، وعزاء لشعب الله المغترب في هذا العالم.
    ان جميع الشعوب تطوب البتول الكلية القداسة في أرجاء المعمورة، ويتهافتون على اكرامها بحماس حار وقلب ورع.
    فلنتضرع بالحاح الى الأم التي أحاطت بصلواتها وعنايتها الطلائع الاولى للكنيسة والتي تسمو الآن في المجد على جميع الطوباويين والملائكة، لكي تشفع لدى ابنها في شركة جميع القديسين.
    ليكن اكرامنا لها متواصلا ً، لا في هذا الشهر فقط، بل في كل أيام حياتنا.

    لنهرع اليها بحب بنوي، وثقة عالية، ونتضرع اليها بقلب منسحق لترشدنا على الدوام الى الخير والى الكمال وفي آخر الأمر نحو الله ابينا.
    هي تبارك اسرنا واعمالنا، وتنظر بحنان الى وطننا والمسؤولين عن ادارته، وتسكب الخيرات على جميع الشعوب سواء الذين يتحلون بأسم المسيح أو الذين لم يعرفوا مخلصهم بعد.
    وليكن اسمها مباركا ً ابد الدهور.
    آمين ثم آمين.

    خبر:

    يتوافد على ((لورد)) يوميا ً الآف البشر من كل حدب و صوب.
    يقصدها الأصحاء والمرضى، و يزورها المؤمنون والسياح والملحدون.
    وعندما يصل القطار الخاص بالمرضى، يهرع الشباب تبرعا ً ليمدوا لهم يد العون، ويوصلونهم الى الأمكنة الخاصة بهم.
    ترى الناس في كل مكان يصلون.
    منهم من يتسلق اكمة درب الصليب ليتأمل بالآم المخلص، ومنهم من ينهل من ماء النبع العجائبي بايمان عميق، ومنهم من يتقدم من منبر
    الأعتراف ليشترك بمائدة الخلاص.
    تراهم راكعين على الأرض رافعين أياديهم متضرعين صارخين الى الأم الحنون.
    الشباب والشابات، الكهول والشيوخ، من مختلف الأجناس والألوان واللغات تتوحد أبصارهم الى موقع واحد، الى المغارة التي ظهرت فيها العذراء لبرناديت.

    في عصر كل يوم تمنح بركة القربان للمرضى، فتسمع التنهدات الصادرة من قلوب مكلومة وصدور عصرها الألم.
    صراخات تنم عن ايمان وثقة: يا مريم، يا شفاء المرضى اشفينا، يا مريم، يا ملكة السلام امنحينا السلام،
    يا مريم، يا معزية الحزانى، سلي الحزانى.

    وعندما يخيم الظلام ينطلق المؤمنون للأشتراك بالتطواف المريمي وهم يحملون المشاعل ويتلون الوردية ويرتلون نشيد ((حبك يامريم غاية المنى)) فيرتفع الى عنان السماء من الآف الحناجر صراخ يردد ((انت عذراء انت  أمنا)).

    تلك هي مدينة لورد، مدينة العذراء، مدينة الايمان والصلاة.
    فكم وكم شفت من أمراض النفس والجسد.
    فمريم لاتزال توزع النعم على من يطلب عونها.

    اكرام:

    ضع نفسك في حماية العذراء ولتكن كل ايامك مريمية.
    نافذة:

    يا سلطانة السماء والأرض تضرعي لاجلنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

  • القديسة مريم العذراء

    اليوم الثلاثون من الشهر المريمي

    فها مُنذ الآن تطوبني جميع الأجيال:

    ان مريم العذراء في نشيد الشكر الرائع الذي رفعته الى الله ومطلعه ((تعظم نفسي الرب)) اشارت بكلمات كلها نبؤة الى محبة البشر لها عبر الزمان والمكان، عندما قالت: ((فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال)).

    اليها التجأ المؤمنون في محنهم منذ فجر النصرانية والى اليوم…

    وبأ سمها الحلو وضعوا ثقتهم جيلا ً بعد جيل فلم تخيب آمالهم.
    وبمثالها السامي اقتدوا بحياتهم فسما كثيرون في طريق الخير والقداسة واكراما ً لها أقاموا الكاتدرائيات الفخمة والكنائس الكبرى في مشارق الأرض ومغاربها، وليس هناك بقعة ارتفع عليها صليب الاّ وقامت فيه كنيسة اكراما لها، أو مذبح مخصص لعبادتها.
    وكم استوحى الفنانون حياتها وجمالها، فألفوا الكتب الضافية، والقصائد العصماء، والتراتيل العذبة، والموسيقى الخلابة، واللوحات الرائعة، والتماثيل المتقنة.

    وكانت مريم ولا تزال وستبقى على الدوام فخر ابنائها، تفتح ذراعيها لحمايتهم من كل سوء أو خطر روحي أو مادي.
    ونحن على خطى أجدادنا الصالحين نحيي العذراء ونطوبها دائما ً.
    آمين.

    خبر:

    روى لنا البطريرك ((صفرونيوس)) في كتابه ((المرج الروحي)) قصة تاجر فاضل من مدينة الاسكندرية، تحلى بتقوى صادقة للعذراء، وجعل داره ملاذا ً للفقراء والمعوزين، وكانت زوجته ذات فضل واحسان، دائبة على العبادة وفعل الخير مع الجميع.
    اقتضت مهام الرجل أن يسافر بضعة أيام، وعندما ازفت ساعة الرحيل سألته زوجته: الى من أوكلت أمر حراستنا والسهر عليَّ وعلى صغيرتنا؟ فأجاب بثقة عالية: ليس لي غير العذراء القديسة، فقد سلمتكما الى حمايتها فهي ستسهر عليكما.

    تحققت المرأة الأمينة الفاضلة، بعد ايام، قيمة حماية مريم، فان احد الخدم عقد العزم على اغتيال سيدة البيت وأبنتها، ثم ينهب الدار ويولي هاربا ً.
    واذ شرع بأ نجاز مآربه الشنيع أخذ مدية حادة وتوجه نحو مخدع السيدة اصيب بعمى فجائي فأمسى عاجزا ً عن التقدم الى الغرفة وعن العودة من حيث اتى، فأخذ ينادي سيدته أن تبادر اليه ليسر اليها بأمر هام جدا ً، لكنها أجابته ببساطة أن يأتي الى المقصورة حيث كانت مع طفلتها.

    ولما ايقن أن مؤامرته الدنيئة باءت بالفشل، وخشية من اكتشاف أمره، انهال يضرب نفسه بالمدية التي أعدها لأغتيال الغير، وصراخه وعويله يملآن أرجاءالدار.

    اضطرت ربة البيت عند ئذ الى مغادرة غرفتها لتتحقق مما يجري، واذ رأت الخادم على تلك الحال استنجدت بجيرانها الذين بادروا الى الدار وأخذوا في استجواب الخادم لمعرفة سبب انتحاره واذ به يعترف بنيته الأثيمة أمام الجميع.
    هكذا سمحت حكمة الله أن يبقى للجاني رمق من الحياة ليدلي بذنبه أمام العدالة.
    فمجد الحاضرون العناية الألهية، شاكرين للعذراء القديسة حمايتها.

    اكرام:

    تعلم صلاة ((السلام عليك يا ملكة يا أم الرحمة)) وعلمها لأهل بيتك، ورددها دائما ً.

    نافذة:

    يا شفوقة يا حنونة يا حلوة تضرعي لأجلنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

  • سيدة لورد

    اليوم التاسع والعشرون من الشهر المريمي

    انتقال العذراء الى السماء:

    قالت مريم في نشيد تعظم نفسي الرب الذي رددته يوم زيارتها لنسيبتها اليشباع أن الرب ((رفع المتواضعين)) ولقد تحقق هذا القول في شخصها، اذ استحقت من الأب السماوي نعمة وامتيازا ً لم يمنح لغيرها من البشر مكافأة لتواضعها العميق، وحياة الألم التي عاشتها، وهذا الأمتياز هو انتقالها بالنفس والجسد الى السماء.

    انها مكافأة خاصة بمريم، اذ لم يكن معقولا ً ولا مقبولا ً أن يخضع للموت ذاك الجسد الطاهر الذي منه ولد الكلمة الألهية.
    كيف تضم الارض هذا الجسد النقي أو كيف يمكن للعناصر ان تحلله وتلاشيه؟

    ان انتقال مريم الى السماء بالنفس والجسد عقيدة ايمانية لها جذورها في التقليد الديني المتواتر عبر التأريخ في الشرق والغرب.
    ان للجسد في التفكير المسيحي حرمة وكرامة وقداسة لأنه هيكل الروح القدس منذ أن يحل فيه بالعماذ أولا ً ويتغذى بالقربان المقدس من ثم.
    فهو مزمع أن يقوم بالمجد في العالم العتيد.
    فلنجعل من أجسادنا آنية طاهرة مكرسة لله لنستحق المجد السماوي قرب مريم العذراء.
    آمين

    خبر:

    في الحادي عشر من شهر شباط سنة 1858 خرجت فتاة قروية تدعى برناديت مع اختها وجارتها الى الحقل لجمع الحطب.
    وعند وصولهن الى ضفاف نهر ((الكاف)) في منطقة ((لورد)) رأين كميات كبيرة من الحطب في الضفة الثانية.
    وبينما كانت برناديت تهم بالعبور سمعت فجأة صوت ريح شديدة فنظرت الى الأمام فشاهدت في شق بين الصخور امرأة واقفة متشحة بالبياض يحيط بوسطها زنار ازرق ويخفق من حولها جمال سماوي واشعة باهرة.
    فما كان من الفتاة الاّ أن اخرجت سبحتها ورفعت يدها الى جبينها لترسم اشارة الصليب.
    وبينما شرعت بتلاوة المسبحة اختفى المنظر فجأة.
    وتكررت الظهورات وانتشر خبرها فتهاتفت الناس الى المكان بين مصدق ومكذب، بين مؤمن وفضولي.

    في احدى المرات قالت السيدة للفتاة: صلي لأرتداد الخطاة.
    ثم طلبت منها ان تُشيَد في ذلك الموضع كنيسة على اسمها.
    وانبثق قرب المكان ينبوع ماء زلال بشارة منها.
    ولما استفسرت الفتاة من السيدة بسذاجة من تكون، أجابت بلطف:

    ((انا التي حبل بها بلا دنس)) وغابت في الحال.
    ومنذ ذلك الحين اصبحت ((لورد)) قبلة الأنظار ومركزا ً للأيمان والتقوى، ومزارا ً عالميا ً لأكرام مريم.
    والماء الذي نبع بأعجوبة عند قدميها لايزال يجرى الى اليوم ويصنع عجائب الشفاء لكثيرين.
    اكرام:

    اقصد ان تصلي يوميا ً صلاة خاصة بمريم والتزم بقصدك.

    نافذة:

    يا باب السماء ادعي لنا.
    ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  تأملات الشهر المريمي

Facebook Comments

تعليق واحد


  1. الشماس سمير كاكوز

    27 أبريل,2016 at 11:24 ص

    بارك الله فيكم

    Reply

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>