مريم في مغارة بيت لحم:
عندما نتأمل بالطفل يسوع، تحضرنا صورته وقد احاط به يوسف ومريم يتأملانه بحب وشوق.
هذا المشهد الجميل للعائلة المقدسة هو صورة و مثال للعائلة المسيحية.
العائلة هي نواة في الكنيسة وفي المجتمع.
والاولاد هم هبة من الله ووديعة استودعها الخالق للوالدين، سيؤدون عنها حساباً يوم الدين.
ومن هنا تظهر ضرورة الاهتمام بالاولاد روحياً ومادياً.
فيجب ان يتعلموا منذ نعومة اظفارهم وتجاوبا مع الايمان الذي يقبلونه في العماذ، كيف يكتشفون الله ويكرمونه وكيف يحبون القريب، ومن هنا اي في العائلة يبدأ اختبارهم للكنيسة وللحياة الانسانية الصحيحة في المجتمع، وعن طريق الاسرة يندمجون شيئا فشيئا في المجتمع البشري وفي شعب الله.
ان توجيه الاولاد توجيها صحيحا نحو خدمة الله، ومحبة الوطن، وفي غرس الخصال الحميدة، هو من اهم واقدس واجبات الاهل.
وعليهم ايضا واجب القدوة الحسنة اعني ان يكونوا مثالا صالحا في تصرفاتهم واقوالهم لان الاولاد يقتبسون من والديهم كل العادات ويقلدونهم في تصرفاتهم.
فلنطلب من العائلة المقدسة ان تبارك عائلاتنا، وتمنح الوالدين القوة والنعمة والحكمة في تكميل واجبهم التربوي المقدس.
خبر:
كان الشاب ((اندراوس كورسيني)) من اسرة نبيلة، واعتاد على حياة الطيش واللهو.
وفي احد الايام عاد الى قصره في الهزيع الاخير من الليل.
فوجد امه جاثية امام صورة العذراء تصلي منتظرة عودة ابنها الوحيد الذي علقت عليه الآمال.
حاول الشاب ان يخفي قدومه فانسل الى غرفته بهدوء.
لكن امه احست بوطأة قدميه فابتدرته بالكلام قائلة: حتى متى يابني تمزق قلبي بطيشك وتجلب العار لاسم اسرتك الكريمة ؟ لقد تألمت جداً بسببك في هذه الليلة.
اما آن الآوان لتلتزم بحياة الجد والعمل؟ اهكذا ربيتك في صغرك؟ تذكر الصلوات التي علمتك والعادات الحميدة التي حاولت غرسها في نفسك.
تأثر الشاب من هذا العتاب الرقيق فاعتذر الى أمه ووعدها بتغيير سيرته.
ولما اختلى الى نفسه استعاد ذكريات طفولته يوم كانت امه ترافقه الى هذا المكان فيركعان سوية امام العذراء ويصليان بخشوع.
في الصباح الباكر خرج من القصر لايلوي على شيء، لكنه مر بكنيسة فشعر بالرغبة بدخولها وجثا امام مذبح العذراء باكياً متنهداً.
وفي تلك الساعة حدث ما غير مجرى حياته كلياً اذ قرر هجر العالم واعتناق الحياة الرهبانية، ولما اطلع امه على قراره شجعته وعانقته متمنية له النجاح وشاكرة السماء.
لقد اصبح هذا الشاب مثالا وقدوة في الدير وتوغل في طريق الكمال الروحي حتى اضحى في عداد القديسين الذين تكرمهم الكنيسة، وكان يذكر دائما ان الفضل في عودته الى الله يرجع الى توجيه أمه.
اكرام:
لنعلم اطفالنا الصلوات القصيرة والابتهالات البسيطة.
نافذة:
يايسوع ومريم ومار يوسف اهب لكم قلبي ونفسي وحياتي.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.
الشماس سمير كاكوز
8 مايو,2016 at 9:22 ص
شكرا على جهودكم لخدمة المسيح والعذراء مريم