المسبحة الوردية:
تعد صلاة الوردية من الصلوات الاكثر انتشاراً بين المسيحيين منذ العصور الوسطى والى اليوم، وهي في الواقع مهمة جداً لاسباب ثلاثة: لانها تلخص التعليم المسيحي وهي مراجعة مبسطة لاحداث الانجيل وحياة الفادي، وهي اخيراً مدرسة للتأمل الروحي.
ان الصلاة الربية التي تتلى في بدء كل سر من اسرار الوردية هي اجمل صلاة لان ربنا يسوع المسيح هو الذي علمنا اياها وحثنا على تلاوتها.
اما السلام الملائكي الذي نكرره فهو احلى تحية نلقيها على امنا العذراء.
والاسرار التي نتأمل بها فهي باقسامها الاربعة، اي:
اسرار الفرح واسرار النور، واسرار الحزن، واسرار المجد.
تعرض امام افكارنا سيرة ربنا له المجد منذ ان بشر به الملاك جبرائيل ثم ولادته ومختلف مراحل حياته الى ان مات وقام وصعد الى السماء وحتى انتقال الطوباوية مريم الى الاعالي لتكلل بالمجد السماوي.
لقد حث الاحبار الاعظمون على تلاوة الوردية في المناسبات وفي العائلات، كما ان العذراء القديسة نفسها طلبت ذلك في ظهوراتها المعروفة خاصة في فاطمة.
من الضروري جداً ان لاتكون تلاوة المؤمنين للوردية بلفظ الكلمات وتكرارها فحسب، ولكن بالانتباه الى الكلمات والتأمل في الاسرار والاندماج بالاحداث والتلذذ بالمعاني.
خبر:
يروى عن الموسيقار النمساوي الشهير ((جوزيف هايدن)) (1732 – 1809) الذي الف سمفونيات رائعة وقطعاً موسيقية خلدت اسمه في التأريخ، انه كان في أحد الايام جالساً مع اصدقاء من علية القوم ومن هواة الموسيقى من المعجبين به.
فالتفت اليه احدهم وابتدره بالسؤال قائلا”: بماذا تستعين يا استاذنا لاستعادة الهدوء والراحة بعد عمل مضني ويوم حافل بالعزف والابداع الموسيقي؟
توقع الحاضرون انه سيجيب بانه ينصرف الى عزف قطعة موسيقية هادئة، او انه يقوم بنزهة في المروج الخضراء، لكنه اجاب بهدوء ووقار: ((اني استرجع قواي الفكرية واريح جسمي وذهني بعد ان اختلي الى نفسي واتلو قسماً من الوردية التي اعتز بحمل مسبحتها المباركة معي دائماً)).
لقد كان جوابه كلام مؤمن مقتنع بما يقول، فلم ينبس الحاضرون ببنت شفة بل سكتوا متهيبين من الاستاذ العبقري الذي جاهر بحبه للوردية.
اكرام:
لا تسرع في تلاوة الوردية بل صل باناة وتأمل بمعانيها السامية.
نافذة:
يا سلطانة الوردية المقدسة صلي لاجلنا.
اضف رد