المحبة علامة المسيحي:
ان الله محبة، ومن يثبت في المحبة فقد ثبت في الله , وثبت فيه . هذا ما يقوله لنا مار يوحنا الحبيب (1 يوحنا 4 : 16).
وقد افاض الله حبه في قلوبنا بالروح القدس الذي أعطيناه (روما 5:5).
ومن ثم فاولى الهبات واهمها هي المحبة، التي نحب بها الله فوق كل شيء والقريب حباً بالله.
ومن اجل ان تنمو المحبة في داخل النفس كالزرع الجيد في ارض صالحة، وتأتي بثمار صالحة وفيرة، يجب على المؤمن ان يصغي بطيب خاطر الى كلمة الله، ويتمم بالعمل ارادة الله، ويمارس باستمرار الاسرار التي وضعها ربنا في كنيسته كقنوات لنعمه، ولاسيما سر القربان الاقدس.
وعليه ان يوظب على الصلاة ونكران الذات، والخدمة الاخوية المتجردة. وممارسة مختلف الفضائل.
ان تلميذ المسيح الحقيقي يعرف من محبته سواء نحو ربه أو نحو قريبه.
ولقد احبت مريم بكل جوارحها فاستحقت ان تكون المختارة للامومة الالهية، واحبت البشر فاعطتهم يسوع، وهي لاتزال تحبنا فتفيض علينا النعم وترشدنا الى المحبة وطوبى لمن يتعاطف مع هذه النعم و يمارس المحبة فعلا، آمين.
خبر:
ان من يزور مدينة ((تورينو)) في ايطاليا، لابد ان يذهب لزيارة المؤسسات الخيرية التي رأت النور بفضل جهود الكاهن البار ((جوزيف كوتولنغو)) فليس في المدينة من لايعرف هذه المؤسسات اذ هي معجزة حية ملموسة.
عاش هذا الرجل في القرن الماضي، ورأى بام عينيه الفقر والجهل والامراض على اختلافها متفشية بين افراد الشعب تفتك بهم.
فأراد ان يفعل شيئاً لخدمة القريب، خاصة لاولئك الذين لفظهم المجتمع وازدراهم.
لم تكن له الاموال الضرورية لتحقيق مشاريعه، وكل رأسماله كان المحبة العارمة للقريب، والايمان القوي بالله، والثقة العالية بعناية الله اللامتناهية بمخلوقاته التي لاتهمل من يضع ثقته بها.
فبدأ معتمداً على الله وواثقاً بعونه فأسس المشاريع واحداً بعد الآخر: هذا للمعوقين، وذاك للمعتوهين وآخر للمقعدين ثم للصم والبكم وما الى ذلك من امراض مستعصية.
واذا بالعناية الالهية تبعث له الهبات والعطايا من كل حدب وصوب ومن اناس لايعرفهم ومن مدن بعيدة.
وكان من عادته ان يعمل لليوم دون ان يفكر بالغد، فالغد يفكر به الله.
ولاتزال هذه المؤسسات تخدم الفقراء الى اليوم وعلى طريقة مؤسسها نفسها وقد نمت وتوسعت وزاد عدد النازلين بها ولم تهمل العناية الالهية يوماً واحداً هؤلاء البائسين ولم تخيب آمالهم.
اكرام:
قدم خدمة للقريب حباً بالله واقتداء بمريم.
نافذة:
اضرمي المحبة في قلوبنا يا ام المحبة الالهية.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة
اضف رد