الاقتداء بمريم:
ان مريم العذراء ((قديسة)) بكل معنى الكلمة.
فهي الوحيدة بين الخلائق، صانها الله بنعمة خاصة منه، من كل خطيئة.
وقد تجاوبت بدورها مع موهبة الله السامية الفريدة، فعاشت بكمال القداسة دون ان تخطأ البتة، واصبحت لذلك مرآة للقداسة و للفضائل كافة.
فحياتها كلها ايمان بالله وثقة بتصميمه الخلاصي وطاعة تامة لتدابيره، الى جانب حب لا حدود له، وعطاء بدون قيد او شرط.
فهي المثال الاسمى للمؤمنين ليقتدوا بها ويسيروا على خطاها في طريق القداسة.
ولما كانت مريم هي اكثر شبها بابنها من جميع خلق الله يتضح من ذلك ان عبادتها هي، دون ريب، أنجح وسيلة ليتشبه الانسان بالفادي فيزداد حبا له، بحيث يصح، لكل منا، ان يقول بلا مراء: اني ما عدت انا احب مريم، بل هو المسيح الذي يحبها في.
لقد حث آباء الكنيسة في مواعظهم، والاحبار العظام في ارشاداتهم على الاقتداء بالام الكلية القداسة متخذين اياها مثالا اعلى للفضائل الروحية يتشبهون بها في حياتهم وفي اعمالهم واقوالهم فلنجدد العزم على السير في اثر مريم.
آمين.
خبر:
روى الاديب والمؤرخ الفرنسي المعروف ((فردريك اوزانام)) (1813 – 1853) عن ذكرياته اذ كان طالبا في جامعة باريس، انه في احد الايام شعر برغبة ملحة للصلاة والاختلاء امام القربان، فدخل اقرب كنيسة مر بها وهي كنيسة القديس اسطيفان، وتقدم ليتخذ له مكانا، فرأى رجلا وقورا كلل الشيب هامته وقد سجد في موضع قصي محنيا رأسه مختليا في صلاة عميقة جامعا يديه وهما تعانقان المسبحة الوردية، ولم يعرفه للوهلة الاولى، فلما امعن النظر اليه وقد جذبه منظره اندهش اذ عرف في الرجل استاذه الجامعي الذائع الصيت ((اندريه امبير)) ( 1775 – 1836 ) ذاك الفيزيائي الشهير في كل العالم خاصة بتجاربه في مجال الكهرباء.
قال اوزانام في مذكراته وهو يروي هذا الحادث: ان مشهد استاذي الجليل وهو ساجد بخشوع يصلي طبع في نفسي اثرا بالغا اكثر من الف مقالة او موعظة.
اكرام:
فكر ملياً في ضميرك عند قيامك بأي عمل: هل ترضى به أمنا العذراء ؟
نافذة:
اجعليني أهلاً لان اقتدي بك يا سيدتي.
ومن ثم تتلى صلاة الوردية كاملة من البسملة والى الخاتمة.
الشماس سمير كاكوز
13 مايو,2016 at 7:23 ص
الرب يحفظكم امين