الكذب هو اول خطية ارتكبت في هذا العالم وذلك في جنة عدن حينما كذب الشيطان على حواء وجعلها تسقط في خطية العصيان. وقد لقب المسيح الشيطان بانه كذاب وابو الكذاب (يوحنا 44:8).
والكاذبون ليسوا فقط اولاد الشيطان بل ايضا عبيده.
لما قصد حنانيا ان يخدع الرسول بطرس، عرف بطرس نيته فقال له: “يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟” (اعمال 3:5).
وقد يكون الكذب بالقول الصريح او بالاشارة والتلميح.
وهناك من يبرر ما يطلقون عليه بالكذب الابيض الذي يدعون بانه لا يسبب اذى او ضررا لاحد، وهناك نوع شائع من الكذب يظهر في المبالغة في سرد القصص مما يخرجها عن دائرة الصدق.
او وضع بعض “البهارات” على احداثها للاثارة والتشويق.
يسجل الكتاب المقدس بأن الله يبغض اللسان الكاذب (امثال 17:6).
“وكراهة الرب شفتا كذب” (امثال 22:12).
وعمل امر يبغضه الرب ويكرهه بلا شك مهين ومعيب لكل من يعمله.
من ناحية اخرى فان الكذب ليس له من سند يحميه، فهو كثيرا ما ينكشف، وفي ذلك تشويه لسمعة الكذاب وفقدان ثقة الناس فيه. يقول الحكيم: “لسان الكذب انما هو الى طرفة العين” (امثال 12:19).
اما اقسى عقاب للكذب فهو عقاب السماء.
ويذكر الكتاب خطية الكذب ضمن اشنع الخطايا الاخرى التي يدينها الله، فيقول : “واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجيمع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني” (رؤيا 8:3).
لذلك فخطية الكذب من الخطايا التي يجب ان نعترف بها ونتوب عنها.
يقول الرسول: “لا تكذبوا بعضكم على بعض اذ خلعتم الانسان العتيق مع اعماله” (كولوسي 9:3).
اما داود فصلى قائلا: “يا رب نج نفسي من شفاه الكذب” (مزامير 2:120)
اضف رد