عندما يهجرك وينساك الصديق والقريب….. الرب يقول لك “أنا لا أنساك”
وقالت صهيون: قد تركني الرب، وسيدي نسيني. هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساكِ ( إش 49 : 14 ، 15)
شك مُريب من قلب ضعيف، ولكن يُذيَّل بوعد صريح وتأكيد صحيح من قلب فسيح، هو قلب الرب المُريح، يتمتع به كل ابن لله احتمى في دم ذا الذبيح، الذي يستحق منا كل سجود ومديح.
أخي ربما تشعر بغبن شديد عندما يهجرك وينساك الصديق، وتكون نفسك في ضيق، ولكن لماذا هذا؟! ألا يوجد مُحب ألزق من الأخ لا ينساك ولا يتركك؟
ضع قلبك عليه وامسك بهذا الوعد «هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك» (إش 49: 15).
ألم يكن اختبار داود «إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني» (مز 27: 10).
وأيضًا اختبار الرسول بولس «في احتجاجي الأول لم يحضر أحدٌ معي، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم ولكن الرب وقف معي وقواني» (2تي 4 : 16).
أخي.. لا تضع قلبك على البشر، وتذكَّر ما حدث مع يوسف في سجنه إذ قال لرئيس السُقاة «وإنما إذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خيرٌ، تصنع إليَّ إحسانًا… ولكن لم يذكر رئيس السُقاة يوسف، بل نسيه» (تك 40 : 14 ، 23).
أخي، كُف عن الإنسان الذي في أنفه نسمة. لقد قال أيوب في تجربته «أقاربي قد خذلوني، والذين عرفوني نسوني» (أي 19: 14)
ولنتذكر قول الرب الكريم: «أليست خمسة عصافير تُباع بفلسين، وواحدٌ منها ليس منسيًا أمام الله؟.. فلا تخافوا ! أنتم أفضل من عصافير كثيرة!» ( لو 12 : 6 ، 7).
اسمعه يقول لك: «لا تخف فإني معك» (إش 43 : 5).
واسمع حديثه العذب مع يعقوب الهارب الذي خرج من بئر سبع وذهب نحو حاران «ورأى حلمًا، وإذا سلّم منصوبة… وهوذا الرب واقفٌ عليها، فقال: «أنا الرب … ها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب … لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به» (تك 28).
أخي، ارفع عينيك إلى ذاك المجيد الذي اختبر النسيان والترك من الكل، الذي قال بروح النبوة «نُسيت من القلب مثل الميت، صِرت مثل إناءٍ مُتلفٍ» ( مز 31: 12 )
والذي كان على الصليب كعصفور منفرد على السطح، يتحمل الترك الرهيب من الله الديان العادل مما جعله يصرخ «إلهي إلهي لماذا تركتني» (مز 22 : 1).
تأمل في كل هذا لتستريح ويفيض قلبك بالتسبيح.
اضف رد