أي لسان كافٍ للنطق بمديح البتول
أم أي عقل يُصوّر بمجدها مجبول
فصفاتُ حسنها معانٍ تسمو على طور العقول
وبموعدها ولدت للبشر سماءً معقول
مريمُ العذراء تسامت قدراً على الارض والسما
وبأخمُصِها وطُهر قدميها علت بدراً سما
وأحيت آدم وكل العالمين بالرجا عندما
بَزَغَ بدرُها وأشرق نورُها على الكون مُنعِما
لِتَهنأ حنة وَليَطِب نفساً مار يواكيم
فَمنها بزغت نجمةٌ ضاءت في الليل البهيم
فطوبى لهما على ما نالا ببرهما الوسيم
طفلةٌ مُعدَّة لتلد مخلصاً ومسيحاً عظيم
قد عمَّ السرور مَن في اليمبوس بالأسر مخبول
اذ أحسَّ الجميع بالعزاء الذي كانَ في المأمول
بميلاد البتول كلُّ مُرتَجى غدا قريباً للحلول
اذ فتحت باب السماء الذي قد كان مقفول
بها قد تمت آيةٌ سُطِرت في صدر الكتاب
إنكِ تسحَقين بأخمُصِكِ رأس ذاك الثلاب
فانتِ يا بتول سحقتِ التنين ولاشيتِ عذاب
حواّ وآدم فلكِ الطوبى يا بنتَ الآب
أثنى عليكِ وجادَ بوصفكِ نشيدُ الانشاد
قائلاً إنكِ جميلةٌ بهية بين الاولاد
فبمولدكِ لاشيتِ الكفر من بين العباد
وشيَّدتِ الدين وأضحيتِ له كالبرجِ المشاد
يا بابَ السما والرجا والخلاص لجميع البشر
بأيِّ الالفاظ يُعبَّر عن سموّ قدرِك المتعبَر
فزنبق ظهرِك شَذاُ في الكون قد فاحَ وانتشر
وباقي الفضائل عن نشرِ وصفِها لِسانُنا قد قصر
رِقّي لحالتي يا سيدتي وعَوني ورجاي
اليكِ أفزع وبابَكِ أقرع لأنكِ ملجاي
عليكِ اتكالي وبكِ ارتياحي وظفري بأعدادي
وبواسطتك رجوتُ أن تُغفر كلُّ خطايا
عنكِ قد قال مار برنردوس ان الرحمن
وهبنا بشخصِكِ هبةٌ نفيسة تفوقُ الاثمان
فيكِ قد منَّ على جنسِ البشر العليُّ المنان
كيما تكوني وسيطةً بينه وبين الانسان
يا عياذَ الورى ورجا البؤسا والحظُّ السعيد
من لا يلتجي اليكِ يا بتول يُهلِك ويَبيد
انتِ امنا انتِ سلامنا وعزانا الوحيد
انتِ فخرنا انتِ عزُّنا والركنُ الوطيد
ضياءُ جمالِك ملاءَ العالم بهاءً وابتهاج
يا نجمةَ الصبح نورُك قد فاق نوراً وهّاج
زِنتِ الخليقة بفضائلك يا برجَ العاج
كوني لامراض أولادِ آدم شفاءً وعلاج
أنعمي بالسلام ولك الطوبى يا أمَّ الله
والشكرُ لاسمك فذكرُ مولِدِكِ تُسِرُّنا نُعماه
تَشفَّعي فينا عندَ ابنِكِ يسوع ينبوع الحياه
ليرحمْ ضُعفَنا فنحيا بحبهِ ونموت برضاه
اضف رد