اذهبوا الى العالم كله، واعلنوا البشارة الى الناس اجمعين (مرقس 15:16)
لم يأتِ يسوع ليبقى في المغارة التي نخرجها من المخزن كل سنة لفترة أسبوعين ثمَّ نعيدها إلى مخزنها من جديد، لنعود ونخرجها في العام الذي يلي، والسنين تتوالى ويسوع ما زالَ طفلاً – طفل المغارة – يسكن في المغارة. لقد كان ميلادهُ محطة هامة بالطبع، وجميلة بالطبع، ومُفرحة بالطبع، وذكراها كل عام جميل بالطبع، لكن تذكر أنها كانت محطة غادرها يسوع عندما كبرَ وانتقلَ منها إلى درب الجلجثة ليموت على الصليب ويفدي البشرية، ويُحقق ما سبقَ وتنبأَ به النبي إشعياء وبشرَ به الملائكة، يُحقق الخلاص من الخطيئة، الخلاص من الموت الأبدي، ويمنح الحياة الأبدية لكل البشرية.
لذلك: للذين ما زالَ يسوع طفلاً في مغارة بيوتهم، ولم يدخل بعد إلى قلوبهم، لم يولد فيها بعد، لم يحصلوا على ما بشرَ به الملائكة عندما قالوا: “وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلصٌ هوً المسيح الرب”.
انه واقفٌ على الباب يقرع ويقول: “ها أنا واقفٌ على الباب أقرع، فإن سمعَ أحدٌ صوتي وفتحَ الباب دخلتُ إليه وتعشيتُ معهُ وتعشى هوَ معي”.
ويا أحبائي: يا من وُلِدَ يسوع حقيقة في قلوبهم، يا من عرفتموه واختبرتم خلاصهُ وفرحهُ ونلتم الحياة الأبدية، لا تسجنوه في مغارة قلوبكم، بل اسمعوا معي ما قالهُ بولس الرسل : “ولكن كيفَ يدعون الرب وما آمنوا به؟ وكيفَ يؤمنون وما بشرهم أحد؟ ما أجمل خطوات المبشرين بالخير”، لقد كانت خطوات الملائكة جميلة عندما بشروا مريم ويوسف، وعندما بشروا الرعاة، بأن يسوع آتٍ ليُخلص شعبهُ من خطاياهم ومن الموت الأبدي، ولتكن خطواتنا هذه السنة جميلة، فنبشر الناس أجمعين بالرب يسوع المسيح المخلص.
في النهاية سنة سعيدة ومباركة ومثمرة وحلوة مع الرب يسوع المسيح المخلص للجميع.
اضف رد