الناسك على الصليب (قصّة وعبرة)

الناسك على الصليب

رغب الناسك العجوز مرة أن يخرج من منسكه الصغير ويقصد الكنيسة الكبيرة القريبة من منسكه أسوة بالمؤمنين الكثر الذين يزورونها ويطلبون من الرب.
ركع الناسك أمام الصليب الكبير القائم في وسط الكنيسة وقال: “يا رب، أريد أن أتألم معك، هلا أعطيتني مكانا لأكون على الصليب بدلا منك؟”

تفاجأ الناسك بصوت المصلوب يقول له: “سأحقق لك طلبك بشرط أن تعدني بالبقاء صامتا تماما طالما أنت على الصليب” قبل الناسك بالشرط وأخذ مكان المصلوب دون أن يلاحظه أحد.
وصل رجل غني صلّى وغادر ناسيا محفظته المليئة بالمال الوفير، فبقي الناسك صامتا.

أتى بعده رجل فقير، وبينما كان يصلي لاحظ المحفظة المليئة بالنقود على الأرض.
فوجدها أخذها ومشى وبقي الناسك صامتا.
ثم أتى شاب ليطلب الحماية في سفره بالباخرة لأنه ذاهب إلى بلاد بعيدة.
فيما كان الشاب المسافر يصلي وصل الرجل الغني يبحث عن محفظته فاتهم الشاب بسرقتها وبدأ بالصراخ والشتائم وهدد باستدعاء الشرطة التي أتت واحتجزت الشاب.
لم يستطع الناسك البقاء صامتا فنطق بالحقيقة وسط ذهول الجميع.

فركض الغني مسرعا وراء الفقير، والشاب مسرعا وراء الباخرة لئلا تفوته.
عندما فرغ المزار من الحجاج أتى الرب إلى الناسك وقال له: “انزل لست مؤهلا أن تكون مكاني لأنك ام تبقى صامتا”
أجاب الناسك: “ولكن يا رب، هل يجب أن أبقى صامتا أمام مشكلة كهذه؟”
فأجاب الرب:”كان يجب أن يضيّع الغني ماله لأنه سيصرفه في عملية قذرة جدا. وكان على الفقير أن يأخذه لأنه بحاجة ماسّة له. أما المسافر، فلو بقي في الحجز لكانت السفينة التي ستغرق في عرض البحر قد فاتته وبقي على قيد الحياة.”

كم نتسرع مرارا في أحكامنا، ونلجأ إلى منطقنا، وننسى أن الرب يرانا بمنطق مختلف لكنه أكثر أمانا وأوسع آفاقا.

Comments

comments

  • تساعية لتمجيد الصليب المقدّس

    تساعية لتمجيد الصليب المقدّس

    يا يسوع، من أجل شدة حبك لنا شئت ان تصلب وتهرق دمك الثمين من أجل خلاص نفوسنا، فانظر الينا بعين العطف وامنحنا الطلبة والنعمة التي نسألك ايّاها (اذكر النعمة المطلوبة).

    اننا على ثقة تامة في رحمتك، طهّرنا من الخطية بنعمتك، وقدّس أعمالنا، أعطنا وكل أحبتؤنا خبزنا اليومي، خفف عن أثقالنا، بارك عائلاتنا، وامنحنا وكل الذين يعانون في هذا العالم سلامك، ذلك هو السلام الوحيد في هذه الحياة لكي بطاعتنا لوصاياك نأت ذات يوم الى مجد السماء.
    آمين

    Comments

    comments

  • أقوال عن الصليب

    أقوال عن الصليب (2)

    1- ربي يسوع.. هبني فهما وإدراكا لقوة صليبك، وأشعرني عندما أكون في شدة العالم وضد مبادئ العالم أنى لست مهزوما بل منتصرا بقوة صليبك. (ابونا بيشوى)

    2- ربي يسوع.. إن عطشك لا يرويه الماء ولا الخل بل ترويه توبتي ورجوعي لك تحت أقدام الصليب حيث تبقى هناك عطشان..
    (ابونا بيشوى)

    3- أتأمل كيف بصقوا على وجهك وأرى إني أنا الذي أستحق هذه البصقات لأن عيني الشاردة هي المتسببة فى هذه البصقات..  (ابونا بيشوى)

    أقوال عن الصليب
    4- أيها الرب يسوع أن الصليب كان الوسيلة الوحيدة للقاء اللص معك. ما أسعدها ساعة وما أمتعه صليب.. (ابونا بيشوى)

    5- ربي يسوع.. أعطني روحك المملوء حبا الذي قال لصالبيه: يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. لأن هذه الصلاة هي التي أوقعت اللص القاتل أسيرا في أحضان محبتك.. (ابونا بيشوى)

    أقوال عن الصليب

    6- ربي يسوع.. جبيني المملوء بالأفكار هو الذي يستحق إكليل الشوك، فأربط فكري بأشواكك المقدسة، وأعطني فكر المسيح..  (ابونا بيشوى)

    7- إلهي.. عرفت جيدا معنى قولك لي أن أحمل صليبي كل يوم كما حملت صليبك أنت.. صليبي هو جهادي ضد الخطية، وصليبك هو خطيتي التي فشلت أنا في مقاومته.. (ابونا بيشوى)

    8- ربي يسوع.. أنا لا أطلب صليبا معينا.. ولكن الذي تختاره مشيئتك لي، وأنا لا أريد أن أعرض عليك خدماتي.. بل أن تستخدمني أنت فيه..  (ابونا بيشوى)

    9- ربي يسوع.. إني أتأملك مصلوبا وقلبي كالصخر، ما هذا الجفاف الروحي؟ يارب أفض فيّ ينبوع دموع.. يا ربي يسوع اضرب الصخرة فتفيض دموع.. (ابونا بيشوى)

    أقوال عن الصليب
    10- ربي يسوع.. أعنى أن احمل صليبي بقوة وشجاعة وحب للحق وتمثلا بك وبفرح وسعادة للشهادة لك في عالم مخادع..
    (ابونا بيشوى)

    11- ربي يسوع أنت الذي تعطى الماء الحي الذي يشرب منه لا يعطش إلى الأبد، ثم بعد ذلك تعطش إلىّ.. سبحانك ربى. !!. يا لمحبتك لي أنا الساقط !! (ابونا بيشوى)

    Comments

    comments

  • أقوال عن الصليب

    أقوال عن الصليب (1)

    1- ان الشياطين ترتعب من منظر الصليب وحتى من مجرد الاشارة به باليد.
    لأن السيد المسيح له المجد ظفر بالشيطان وكل قواته ورئاساته على الصليب، وجردهم من رئاستهم وفضحهم علناً فصارت علامة الصليب تذكيراً لهم بالفضيحة واشارة الى العذاب المزمع أن يطرحوا فيه. (الأب يوحنا من كرونستادت)


     
    اقوال عن الصليب

     
    2- حينما يباركك الكاهن أو الاسقف ويرشمك بالصليب المقدس، افرح واقبل ذلك كبركة من السيد المسيح. طوبى لمن قبل رسم الصليب على رأسه بايمان. “فيجعلون اسمي على بني اسرائيل وأنا أباركهم”. (عدد6: 27)

     
    أقوال عن الصليب

     
    3- حينما ترشم ذاتك بعلامة الصليب، اذكر دائماً أنك تستطيع بقوته أن تصلب شهواتك وخطاياك على خشبة المخلص
    “هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يو1: 29).
    عالماً أن في الصليب قوة اخماد الشهوة وابطال سلطان الخطية برحمة المصلوب عليه.

     
    أقوال عن الصليب

     
    4- الصليب هو قوة المجاهدين وسلاحهم فقد أوصاهم الرب قائلاً:

    “ان اراد أحد يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني” (مت16: 24). 

    فلنكرم الصليب المقدس الذى أعطينا أن نغلب به العدو اللئيم ونرشم به على جباهنا وقلوبنا وسائر أعضائنا لنطرد به الشيطان.

    الصليب علامة الرب وخاتمه الذى صار الخلاص لآدم وذريته من أسر ابليس عدونا.
    الصليب هو موضوع فخرنا في هذه الحياة وهو علامة ايماننا، كما قال بولس الرسول:
    “وأما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم” (غل6: 14)

    كذلك لا نستحى من الصليب لأنه مكتوب أن:
    “كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1كو1: 18)

     
    أقوال عن الصليب

     
    5- بالصليب غلب قسطنطين الملك البار اعداءه وارتفع شأنه لما أظهر الرب له علامة الصليب مضيئة في السماء قائلاً له:
    “بهذه العلامة تغلب اعداءك”.
    فغلب، وصار الصليب قوة الملوك وعزاءهم ونصرتهم. يضعونه فوق تيجانهم لكى يباركهم ويؤيدهم وينصرهم.

     
    أقوال عن الصليب

     
    6- بدلاً من أن تحمل سلاحاً أو شيئاً يحميك، احمل الصليب واطبع صورته على اعضائك وقلبك.
    وارسم به ذاتك لا بتحريك اليد فقط بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضاً. ارسمه في كل مناسبة: في دخولك وخروجك، في جلوسك وقيامك، في نومك وفى عملك، ارسمه باسم الآب والابن والروح القدس.

    هذا الصليب الذي يحطم قوة الشر والخطية ويفسد عمل الشيطان ويبدد قوته، لا يستطيع أن يتمتع ببركاته إلا الذي يؤمن به ويخضع له ويسلم حياته للمصلوب!

     
    أقوال عن الصليب

     
    7- في جميع آلامه كن معه وتألم مثلما تألم!
    بشتيمة بهزأ بقبول البصاق بتسمير المسامير وأصلب نفسك معه في الصليب،
    وأشرب معه الخل والمر،حتى تبتهج معه في عرسه!  (الشيخ الروحاني القديس يوحنا سابا)

     
    أقوال عن الصليب

     
    8- فلنصنع أثماراً تليق بنعمة الله التي أعطاها لنا.
    وعلينا نحن وكل المسيحيين أن نتشبه بيسوع المسيح النور الحقيقي لأننا نحن بشر. هو السيد ونحن عبيده.
    هو الراعي ونحن غنم تحت يده.
    هو مولود من الأب ولكن نحن خليقته. نور من نور، مات عنا نحن الخطاة وأسلم ذاته عنا على خشبة الصليب لينعم لنا بملكوته.

     
    أقوال عن الصليب

     
    9- جاء في بستان الرهبان أن جزاراً كان يأتيه كلباً يخطف منه اللحم… فلما رأى جسارة ذلك الكلب جاء بعصا وضرب بها الكلب ضربة مبرحة جعلته يهرب صارخاً متأوهاً.

    بعد أيام جاع الكلب، واشتاق أن يعود إلي الجزار فلما رآه الجزار من بعيد أخرج العصا وتركها عند الباب. فلما رآه الكلب خاف وهرب!

    هذا ما حدث بين ابن الله الذي يحبنا والشيطان عدونا… رأي يسوع أن الشيطان قد أحتل قلبنا ومشاعرنا وغرائزنا وكل عضو من أعضاء جسدنا، هذه التي هي ملك الرب…

    وقد صارت آلات إثم… وكأنها قد خلقها الشرير للشر… فغار الرب على خليقته وضرب الشيطان بالصليب ضربه قوية… فهرب وجري لكنه بين الحين والحين…

    يتوق إلي العودة ليدخل ويسكن هناك، فإن وجدوه فارغاً مكنوساً مزيناً يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أشر منه فتدخل وتسكن هناك.
    وتصير أواخر هذا الإنسان أشر من أوائله (مت45، 44:12) لكن إن أشهر الإنسان الصليب في داخل قلبه وعلى أعضائه هرب مرتعباً!

    يا لمحبة الله الفائقة! يا للتعطفات الأبوية! فقد وهبنا عصاً قويه نقتل بها قوات الظلمة والشر.. التي هي صليب ربنا يسوع المسيح. (القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين)

     
    أقوال عن الصليب

    Comments

    comments

أقرأ المزيد
  • المحبة

    المحبة (قصة روحية)

    قيل إنَّ ناسِكَيْن كانا يسكنان معاً، وإنَّ أحدهما اكتسب محبّةً كبيرةً لقريبه وكان يدبر كلّ وسائل الراحة لأخيه ويعتني بخدمته، مقتنعاً أنَّ كلّ ما كان يعمله لأجل أخيه كان يعمله للمسيح. ولذلك فقد استحق نعمةً عظيمةً من الربّ بسبب محبته الفائقة اللطف والرّقة. ورأى الربُّ تواضعه الفريد ومحبته الكاملة، فأرسل ملاكاً ليباركه.

    ولأنَّ الأخ رأى في نفسه أنَّه لم يكن مستحقاً لمثلِ تلك النعمة، أخذ يقول للملاك:
    “لا شكَّ أنَّكَ أُرسلتَ إلى شخصٍ آخر، لأنني أنا غير مستحق”.

    ولـمَّا أصرَّ الملاك أن يباركه.
    قال الناسك: إن كان الربّ حقّاً قد أرسلك لكي تباركني أنا غير المستحق ، فَبَارِك الأخ الذي معي ولي ثقةٌ أنني سأكون مُباركَاً !

    “فلمَّا رأى الملاك عِظَمَ محبته ذُهل وقال له:
    “إنَّ الناموس يُوصي بأن تُحبَّ قريبك كنفسك، ولكنَّك تُحبُّ قريبك أكثر من نفسك، لذلك فإن القدير يبارككَ بنفسه”. ولـمَّا قال الملاك ذلك الكلامَ جاء صوتٌ من السماءِ من فم الربِّ مُبارِكاً الأخ ثلاثَ مرَّاتٍ بقوله … “فلتكن مُبارَكاً”.

    “علامة الكمال الروحي أن يفرح الواحد لتقدم قريبه وعلامة النّية السيئة أن يحزن الواحد لتقدم رفيقه”
    (القدِّيس أفرام السوري)

    Comments

    comments

  • أبانا الذي في السموات

    أبانا الذي في السموات (قصة روحية)

    دخلت إحداهن إلى الكنيسة للصلاة كعادتها و جلست على احد مقاعد الكنيسة و ابتدأت بالصلاة: أبانا الذي في السموات..
    و هنا سمعت صوتا يقول لها نعم أنا هو ماذا تريدين؟
    قالت بذعر أنا هنا لأتلو الصلاة الربانية
    فقال لها: اعرف فانا أراك تأتين كل يوم على أية حال أكملي الصلاة..
    تابعت السيدة صلاتها: ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض.
    و هنا قاطعها مرة أخرى قائلا: ” أحقا تريدين مشيئتي أن تتم على الأرض؟
    فكيف إذا لا تهتمي لها في حياتك و تفعلين مشيئتك أنت طوال الوقت بلا مبالاة؟..
    أكملي الصلاة لنرى…

    رفعت السيدة عينيها و قالت بنبرة حزن: الحياة مليئة بالمغريات و من الصعب الوقوف أمامها !
    – “مليئة بالمغريات نعم و لكن لم تطلبي معونتي قط..”
    أكملي..
    و أخذت تكمل الصلاة: “خبزنا كفافنا أعطنا اليوم”
    و هنا قاطعها مرة أخرى قائلا: ” ولماذا كنت تتذمرين بسبب معيشتك و تعترضين على ما عندك كل يوم دون رفع شكر بسيط لأجل خبزك اليومي الذي لم ينفذ قط؟
    أكملي الصلاة..

    أكملت السيدة الصلاة و هي متفكرة بكل هذه الأمور : “اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا”
    و هنا أيضا قاطعها مجددا: ” متى أخر مرة غفرت لأخيك أو جارتك أو زميلتك في العمل ؟
    لماذا تطلبين الغفران و أنت لم تغفري؟ أنا أرسلت ابني الوحيد ليمت بدلا عنك على الصليب غفرانا لخطاياكي
    أما أنت فلم تغفري…
    أكملي الصلاة..

    أكملت السيدة و الدموع ابتدأت تترقرق في عينيها ” و لا تدخلنا في تجربة”
    “أنا لم أدخلك في تجربة قط! أنت من كان يركض إليها لأنك كنت تقومين بما تمليه عليه إرادتك.
    لم تفكري يوما قط باستشارتي أو حتى طلب إرادتي في حياتك.
    أكملي الصلاة..

    – “بل نجنا من الشرير لان لك الملك و القوة و المجد من الآن و إلى الأبد آمين”
    “لقد نجيتك من شرور كثيرة و لكنك كنت مشغولة بأمور الحياة فلم تعيريني اهتمامك و لم تلاحظي محبتي لك.
    يا ابنتي الصلاة هي اتصالك الشخصي بي..
    وعندما تأتي إلي لتصلي تكون إذني صاغية لصلاتك عندما تكون نابعة من القلب.
    الصلاة هي شركة معي و ليس فرض. فلا ترددي كلمات لا تفهمي معناها أو تعنيها من كل قلبك.”

    و هنا ابتدأت السيدة بالبكاء و رفعت عينيها نحو الصليب المعلق على حائط الكنيسة
    و قالت أشكرك أبي السماوي لأنك فتشت عني مرتين:
    مرة بموت ابنك على الصليب و مرة أخرى بجذبي إليك. اغفر لي أبتي و اقبلني ابنة لك.
    خرجت السيدة من الكنيسة و هي واثقة بان أبوها السماوي راض عن صلاتها البسيطة هذه لأنها كانت نابعة من القلب!

    “وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم. فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم”
    متى 6 :7 – 8

    Comments

    comments

  • طفلان فى مذود واحد

    طفلان فى مذود واحد (قصّة ميلادية)

    كان الوقت قرب عيد الميلاد عام 1994، وكان هذا دور الملجأ ليستمع لأول مرة إلى قصة الميلاد.
    أخبرناهم عن يوسف ومريم ووصولهم إلى بيت لحم. وكيف لم يجدوا غرفة في الخان، وكيف ذهبا إلى المذود، حيث ولد الطفل يسوع ووضع في مذود البقر.
    أثناء سرد القصة كان الأولاد والمشرفين جالسين يسمعون وهم غاية في الإنبهار.
    البعض منهم جلس على حافة كراسيهم، وهم يحاولون أن يحفظوا كل كلمة.

    بعد الإنتهاء من سرد القصة، أعطينا كل طفل منهم 3 قطع صغيرة من الكرتون ليعملوا منها مذود.
    وكذلك أعطي كل طفل منهم مربع ورقي صغير، قطع من مناديل صفراء كنت قد أحضرتها معي.
    فلم يكن هناك ورق ملون متاحًا في المدينة.
    في إتباع للتعليمات، قطع الأولاد بعناية الورقة الصفراء ووضعوا الأشرطة في المذود كأنها تبن.
    كذلك قطع مربعة صغيرة من القماش أخذت من رداء ليلي تخلت عن سيدة أميركية وهي تغادر روسيا، استخدمت لعمل دمية على شكل طفل.

    انشغل الأولاد الأيتام في صنع مذاودهم بينما تمشيت أنا بينهم لأمد يد المساعدة لمن يريد.
    وجدت الكل يسير على ما يرام حتى وصلت إلى منضدة يجلس عليها الطفل الصغير ميشا.
    بدا عليه أنه في السادسة من عمره وقد انتهى من عمله.
    أجفلت أنا حينما نظرت إلى مذوده حينما رأيت ليس طفلا واحدا فيه بل اثنين!!!!

    وعلى الفور ناديت على المترجم ليسأل الطفل لماذا هناك طفلين في المذود؟
    شبك الطفل يديه أمامه وبينما راح ينظر إلى المذود الذي صنعه، راح يسرد القصة وهو في غاية الجدية، لمثل هذا الطفل الصغير الذي سمع قصة الميلاد لأول مرة، ذكر الأحداث بدقة.
    وصل للجزء الذي يحكي أن مريم العذراء وضعت طفلها في المذود.
    بدأ ميشا هنا يضيف قصته هو وأنهى القصة التي رواها من عنده فقال: “عندما وضعت العذراء مريم الطفل في المذود، نظر يسوع إليّ وسألني هل عندي مكان أقيم فيه؟”
    فقلت له: ” أنا ليس لدي ماما وليس لدي بابا، ولذلك ليس لدي أي مكان لأقيم به. وبعد ذلك قال لى يسوع أنه يمكنني البقاء معه، ولكنني قلت له أنني لا أستطيع لأنه ليس لدي هدية أقدمها له مثلما فعل كل واحد من الآخرين. ولكنني كنت أريد بشدة البقاء مع يسوع، ففكرت في ما الذي لدي ويمكنني أن أستخدمه كهدية؟
    فكرت أنه ربما أنني إذا أدفأته، فقد تكون هذه هدية جيدة…. وهكذا سألت يسوع، “لو أدفأتك يا يسوع، فهل ستكون هذه هدية جيدة كافية؟”
    ويسوع قال لي “أنه إذا أدفأتني، ستكون هذه أحسن هدية قدمها أي شخص لي”.
    وهكذا، دخلت أنا إلى المذود، ونظر يسوع إلي وقال لي أنه يمكنني أن أبقى معه دائمًا!!!!

    وعندما أنهى ميشا الصغير قصته، فاضت عيناه بالدموع التي أخذت تتساقط على وجنتيه. ووضع يديه على وجهه، ثم أسند رأسه إلى المنضدة وأخذت كتفاه تهتزان وهو ينشج وينتحب.
    لقد وجد الصغير اليتيم شخصًا لن يرفضه أو يسئ معاملته، شخصًا سيبقى معه دائمًا.
    ولقد تعلمت أنا أنه ليس ما هو لديك في حياتك هو المهم. بل من هو الذي في حياتك هو الأهم!

    Comments

    comments

أقرأ المزيد من  قصص روحية

Facebook Comments

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>